اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصيلي "السلطان سليمان شاه" (العمشات)، و"الجبهة الشامية"، على الحدود الفاصلة بين سيطرتهما في ريف عفرين، شمال حلب، في مشهد يعكس إرهاصات ما قبل الصدام الطاحن المحتمل بين الجانبين، وذلك بالتزامن مع عملية تفاوض تقودها وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة ومن خلفها الأتراك، للوصول إلى حل ينزع فتيل التوتر، ويُبعد شبح اندلاع الاقتتال.
اشتباكات متبادلة
وقالت مصادر ميدانية لـ"المدن"، إن عناصر الشامية والعمشات اشتبكوا بالأسلحة المختلفة الجمعة، عند مقر وزارة الدفاع قرب حاجز كفرجنة، في ريف حلب الشمالي، والفاصل عملياً بين مناطق سيطرة الجبهة الشامية في أعزاز، والعمشات في ريف عفرين.
وأضافت المصادر أن سبب اندلاع الاشتباكات هو محاولة عناصر العمشات، بناء تحصينات بواسطة آلية (تركس)، قرب مقر وزارة الدفاع، فما كان من عناصر الشامية إلا أن استهدفوا الآلية، بعد رفض عناصر الفصيل الأول الانسحاب.
وأكدت المصادر أن الجيش التركي نشر مزيداً من الآليات والعناصر على حاجز كفرجنة، وكذلك عند معبر الغزاوية الفاصل عن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام، كما كان هناك انتشار داخل مناطق سيطرة الجانبين، في عفرين وأعزاز، وذلك بالتزامن مع اشتباكات أخرى اندلعت بين الفصيلين، على محور علي راجو في ريف عفرين.
في الأثناء، أكدت المصادر أن التحشيد العسكري الميداني الضخم من قبل الجانبين، مع تأييد لواء "صقور الشمال" للجبهة الشامية، و"الحمزات" للعمشات، لايزال مستمراً، بانتظار ساعات حاسمات، لعملية التفاوض التي تجريها وزارة الدفاع.
مفاوضات جارية
وعلمت "المدن" من مصدر مطّلع، أن لجنة من وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، بدأت منذ الخميس، عملية تفاوض لحلّ الخلاف الحاصل، لنزع فتيل التوتر، وتجنيب المنطقة اقتتال دامٍ، قد يندلع في أي لحظة.
إلا أن المصدر أكد أن المفاوضات بين الأطراف المتنازعة، لم تفضِ حتى الساعة، إلى أي نتائج، في ظل تمترس كل طرف بموقفه. فمن جانبِ، يرفض الصقور الانصياع إلى قرار حلّه والعدول عن قراره الاندماج مع الشامية، فيما يصر العمشات على عكس ذلك.
وخلال المفاوضات، اعتبر ممثلو لواء صقور الشمال أن قرار حل الفصيل، اتخذ خارج الإطار القانوني والتوافقي والوطني، فيما تؤكد أن وزارة الدفاع على قرارها بحل الفصيل.
وتأتي تلك التطورات على خلفية إعلان لواء صقور الشمال الثلاثاء، الاندماج الكامل مع الجبهة الشامية، لأسباب قال إنها متعلقة بـ"الحرص" على قوة الثورة السورية، وانسجاماً مع الرغبة التركية في اختصار الفصائل الثورية.