تتواصل عمليات القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ اندلاعها قبل أكثر من 11 أشهرا. وفي آخر التطورات الميدانية مقتل 13 على الأقل في‭‭ ‬‬غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين جنوب مدينة غزة. على بحسب ما أورته الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، اليوم السبت.
وأضافت وفا أن عدداً آخر من الأشخاص أصيبوا في غارة منفصلة استهدفت مدرسة في الحي نفسه.
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة في القطاع، السبت، ارتفاع حصيلة الحرب إلى 41391 قتيلا.
وقالت الوزارة في بيان إن 119 شخصا قتلوا خلال 72 ساعة حتى صباح السبت، مضيفة أن عدد الإصابات ارتفع إلى 95760 منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول.
ودبلوماسيا، قالت مصادر ومسؤولون مطلعون إن المسؤولين الأميركيين لم يفقدوا الأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتحرير المحتجزين لكنهم غير متفائلين بتحقيق تقدم ملموس في أي وقت قريب.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الجمعة أن مسؤولين أميركيين كبارا يقرون حاليا في مناسبات خاصة بأن الاتفاق قد لا يتحقق قبل نهاية ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن في كانون الثاني.
وأشار العديد من المسؤولين الأميركيين إلى ضآلة الاحتمالات لكنهم أوضحوا أن ذلك التقدير لا يتشاركه الجميع في الإدارة الأميركية.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين عند سؤاله عن إمكانية التوصل إلى اتفاق قبل نهاية ولاية بايدن "لا أستبعد ذلك"، مضيفا أن الإدارة تواصل العمل على سد الفجوات المتبقية. وقال المسؤول "هذا لا يعني أنه سيتحقق".
ومنذ آب رفع مسؤولون أميركيون كبار منهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن سقف التوقعات بشأن وقف إطلاق النار قائلين إن هناك توافقا على 90% من الاتفاق وإنهم يعملون على تسوية خلافات قليلة ولكنها صعبة.
وقال أحد المصادر المطلعة إن التعديل المتكرر في مطالب إسرائيل وحركة حماس تطلب بذل المزيد من الجهد لوقف إراقة الدماء المتواصلة منذ قرابة عام، مضيفا أن ذلك كان مصدر إحباط كبير لإدارة بايدن.
وبدا أن احتمالات التوصل إلى حل في وقت قريب تراجعت بعد استهداف اجتماع قيادة "الرضوان" في حزب الله والهجوم غير المسبوق على جماعة الحزب بانفجار أجهزة اتصال لاسلكية تعرف باسم "البيجر" وأجهزة لاسلكي "ووكي توكي" والذي أسفر عن مقتل 37 شخصا وإصابة الآلاف.
وقتلت إسرائيل الجمعة قائدا كبيرا في حزب الله في غارة جوية على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
وذكر الجيش الإسرائيلي ومصدر أمني لبناني أن الغارة الجوية تسببت في مقتل إبراهيم عقيل وأعضاء بارزين آخرين في وحدة الرضوان التابعة للجماعة.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن "لا يبدو أننا قريبون في الوقت الحالي".
ومع سعي المفاوضين للتوصل إلى وقف إطلاق النار، ظلت الشكوك قائمة حول ما إذا كانت إسرائيل وحماس ترغبان في إبرام اتفاق.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مطالب جديدة على مقترح الاتفاق في تموز، كما فعلت حماس نفس الشيء بشأن السجناء الذين تريد إطلاق سراحهم.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحافيين الجمعة "تطورت الحرب بعدة طرق مختلفة، وتغيرت الظروف على الأرض بعدة طرق مختلفة، وتبدلت وجهات نظر الجانبين مع استمرار الصراع والعنف". وأضاف كيربي "يؤثر ذلك السياق على عملية صنع القرار لدى القادة".
وقال أحد المصادر إن الولايات المتحدة تريد من إسرائيل وحماس أن تنخرطا بجدية أكبر قبل أن يتصاعد الصراع الموازي بين إسرائيل وحزب الله.
ويُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل نفذت الهجمات هذا الأسبوع التي استهدفت أعضاء حزب الله رغم أنها لم تنف أو تؤكد ضلوعها فيها.
ومثل الاتفاق حول وضع محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر واحدة من نقطتي خلاف رئيسيتين طوال شهر آب. ولا تزال تلك المسألة دون حل رغم إحراز بعض التقدم.
وفي الآونة الأخيرة كان عدد وطبيعة عقوبات السجناء الذين سيجري مبادلتهم بالرهائن هي نقطة الخلاف الرئيسية، ووصلت المفاوضات في هذا الشأن إلى طريق مسدود، وفقا لمصادر ومسؤولين.
ومع ذلك، قال بايدن إنه لن يستسلم عندما سُئل عما إذا كان التوصل إلى اتفاق لا يزال أمرا واقعيا. وقال بايدن للصحفيين "إذا قلت إنه غير واقعي، فعلي أن أغادر. الكثير من الأشياء لا تبدو واقعية حتى يتم إنجازها. علينا أن نواصل العمل".
واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول عندما هاجم مسلحون بقيادة حماس جنوب إسرائيل في هجوم أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.
وردت إسرائيل بعملية عسكرية على غزة حصدت حتى الآن أرواح أكثر من 40 ألف شخص، وفقاً لمسؤولين فلسطينيين.