على وقع التصعيد الإسرائيلي المستمر والمتواصل في الجنوب، وفي ظل الكثير من التقديرات العسكرية والديبلوماسية التي تشير إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تصاعداً في وتيرة المواجهات التي قد تؤدي إلى اندلاع حرب. تتواصل المساعي الديبلوماسية والاتصالات كمحاولات أخيرة لمنع حصول انفجار كبير. وفي هذا السياق تشير مصادر متابعة إلى تكثيف الاتصالات سعياً وراء خفض التصعيد، وفي هذا السياق يتوقع لبنان تحركاً أميركياً جديداً من قبل المبعوث آموس هوكشتاين، كما ينتظر زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان. وحديثاً اعربت قبرص عن استعدادها للدخول على خطّ الوساطة.
تحرك ديبلوماسي
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ألغى زيارته إلى نيويورك على أن يتابع اتصالاته من بيروت وقال في بيان: "كنت عزمت على السفر إلى نيويورك في إطار تكثيف التحرك الديبلوماسي اللبناني، خلال أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لوقف العدوان الاسرائيلي المتمادي على لبنان والمجازر التي يرتكبها العدو. إلا أنه في ضوء التطورات المرتبطة بالعدوان الاسرائيلي على لبنان، قررت العدول عن السفر، واتفقت، بعد التشاور والتنسيق مع وزير الخارجية، على عناوين التحرك الديبلوماسي الخارجي الملح في هذه المرحلة. وقال ميقاتي: "أجدد التأكيد أن لا أولوية في الوقت الحاضر تعلو على وقف المجازر التي يرتكبها العدو الاسرائيلي والحروب المتعددة الانماط التي يشنها. كما أطالب المجتمع الدولي والضمير الإنساني، باتخاذ موقف واضح من هذه المجازر الفظيعة. كما نطالب بإقرار قوانين دولية لتحييد الوسائل التكنولوجية المدنية عن الاهداف العسكرية والحربية."
اتهام أميركي لحزب الله
قال مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، اليوم السبت، أن "الطريقة التي قدم بها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله خطابه هذا الأسبوع فتحت جبهة الشمال". وأردف سوليفان، "خطر التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية قائم". وتابع، "حزب الله هو من بدأ هذا التصعيد بعد هجوم حماس في تشرين الأول الفائت". وأشار سوليفان، إلى أن "إبراهيم عقيل يداه ملطختان بدماء أميركيين قتلهم وكنا رصدنا مكافأة مقابل القبض عليه". واستكمل، "من الجيد تقديم الناس للعدالة". وختم: "بحثت مع الإسرائيليين كيفية إيجاد طريقة للمضي قدماً للتهدئة مع حزب الله وعودة سكان الشمال لمنازلهم".
وساطة قبرص
من جهة أخرى ذكر متحدث باسم الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، كونستانتينوس ليتيمبيوتيس، اليوم السبت، أنه "حث على ضبط النفس على خلفية تصاعد التوتر في الشرق الأوسط خلال اتصالين هاتفيين منفصلين مع رئيسي الوزراء اللبناني والإسرائيلي اليوم السبت". وأردف ليتيمبيوتيس، أن "قبرص مستعدة لأن تكون قناة للدبلوماسية وأن تسهل الاتصالات بين الجانبين". وتابع، "خريستودوليدس عبر عن قلقه الشديد من تصعيد التوتر في المنطقة خلال الاتصالين الهاتفيين مع رئيسي الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي والإسرائيلي بنيامين نتنياهو."
وأضاف ليتيمبيوتيس، أنه "شدد على الحاجة إلى وقف فوري للأفعال التي ربما تؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار ويكون لها تداعيات إقليمية واسعة النطاق." وقال ليتيمبيوتيس: "في هذا الصدد، أشار الرئيس إلى استعداد قبرص لمواصلة دورها كقناة لهذه الجهود، فضلًا عن تسهيل الاتصال بين الطرفين على أساس العلاقات الممتازة مع جميع الدول في المنطقة."