دعا زعماء الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي الستّ المجتمعون في قمة في بروكسل، الأربعاء، إلى تجنب اندلاع نزاع واسع النطاق في الشرق الأوسط، بينما دعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى حل شامل للصراع.
الأولى من نوعهاوتعتبر هذه القمة بين قادة التكتل الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين والإمارات والكويت وعمان وقطر)، هي الأولى من نوعها.وفي مستهل القمة التي وصفتها بأنها "تاريخية"، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلايين: "علينا أن نفعل كل ما في وسعنا ونحشد كل مهاراتنا الدبلوماسية لوقف التصعيد الخطير للغاية" في الشرق الأوسط.وركزت النقاشات على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان، فضلاً عن خطر نشوب حرب إقليمية أوسع. ودعت فون ديرلايين إلى "وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان".تسوية شاملة للصراعمن جانبه، دعا أمير قطر، الرئيس الحالي لمجلس التعاون الخليجي، إلى "إيجاد تسوية شاملة للصراع بحيث تقوم على حل عادل للقضية الفلسطينية"، مضيفاً "نتطلع أن تكون هذه القمة نقطة تحول في مسيرة العلاقات التاريخية التي تجمع الجانبين الخليجي والأوروبي".وشدّد أمير قطر في كلمته، على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة ولبنان. كما طالب بوقف استفزازات المستوطنين المدعومين من الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة. وشدد على أن "وقف إطلاق النار يجب أن يشكل أساساً لمفاوضات تؤدي إلى حل عادل لإقامة الدولة الفلسطينية".وبشأن العلاقات الأوروبية الخليجية، قال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن "القمة الخليجية الأوروبية تعكس تعزيز التعاون بين الطرفين"، مثمناً "اعتماد الاتحاد الأوروبي لوثيقة الشراكة مع دول الخليج".من حهته، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن الأزمات الجيوسياسية "تسببت في معاناة إنسانية هائلة، لذا يجب علينا العمل بمزيد من التصميم وتغيير مسار التاريخ. إن مستقبل منطقتينا مترابط تماماً".وقبل القمة، قال مصدر أوروبي إن "إعادة الانخراط السعودي في ملف لبنان أمر ضروري جداً لحل هذه القضية"، في حين تكثف إسرائيل منذ شهر ضرباتها على معاقل حزب الله اللبناني المدعوم من إيران.تعزيز العلاقات الاقتصاديةوتقاربت دول الخليج المتحالفة تقليدياً مع الغرب، مع جارتها إيران مؤخراً بعد سنوات من التوترات. كما دعت دول الخليج مراراً إلى إنشاء دولة فلسطينية، وأدّى بعضها، خصوصاً دولة قطر، دوراً رئيسياً في المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.وتسعى الدول السبع والعشرون في الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول مجلس التعاون الخليجي الست.والاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري لدول مجلس التعاون الخليجي، في حين ما زالت المحادثات التي بدأت في تسعينات القرن الماضي بشأن اتفاقية للتجارة الحرة، متوقفة.