أكد موقع "أكسيوس" الأميركي أن مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار "يخلق فرصة لاستئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المائة وواحد الذين ما زالوا محتجزين وإرساء وقف إطلاق النار في غزة".
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم: إن "المفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق مجمدة منذ شهرين، ويرجع ذلك جزئيًا إلى موقف السنوار المتشدد ولأنه كان معزولًا عن العالم الخارجي".
وأضاف أن "وفاة السنوار تشكل ضربة قوية لحماس، التي فقدت معظم قيادتها العسكرية والسياسية، وتوفر لنتنياهو صورة النصر التي كان يبحث عنها منذ هجمات السابع من أكتوبر وتمنحه مساحة سياسية، سواء مع الجمهور الإسرائيلي أو داخل حكومته، للتحرك نحو التوصل إلى اتفاق".
وبحسب الموقع، قال مسؤولون إسرائيليون إنه "على عكس السنوار، قد يكون قادة حماس الآخرون أكثر استعدادًا للاستسلام وحتى الذهاب إلى المنفى كجزء من صفقة لإنهاء الحرب".
والخميس، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو: "أقول لإرهابيي حماس - قادتكم يفرون وسيتم القضاء عليهم، أدعو كل من يحتجز رهائننا: من يلقي سلاحه ويعيد رهائننا، سنسمح له بالمغادرة والعيش، ووفاة السنوار هي بداية اليوم التالي في غزة بدون حماس وأن المجموعة لن تسيطر على غزة بعد الآن".
وأضاف نتنياهو أن "عودة رهائننا هي فرصة لتحقيق جميع أهدافنا وتقرب نهاية الحرب".
ويذكر أن السنوار استشهد الأربعاء برصاص قوات الاحتلال في منزل في حي تل السلطان في مدينة رفح جنوب غزة، بعدما تبادلت وحدة مشاة كانت في دورية روتينية في المنطقة إطلاق النار، وكان اللقاء مصادفة لم يكن قائمًا على معلومات استخباراتية.
وأوضح الموقع أن "الجنود أدركوا أنهم ربما قتلوا الشخص الأكثر طلبًا في الشرق الأوسط فقط بعد النظر في جثته، وأكدت الاختبارات الجنائية، بما في ذلك اختبار الحمض النووي، لاحقًا أنه السنوار".
وأكد الموقع أنه "ليس من الواضح ما الذي كان يفعله السنوار في المنزل، بينما اعتقدت الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية لفترة طويلة أنه كان يختبئ في أنفاق عميقة تحت الأرض في جنوب غزة مع وجود رهائن حوله".
ولم تؤكد حماس رسميًا مقتل السنوار لكن مصادر في المجموعة أخبرت رويترز أن هناك مؤشرات على ذلك، بينما قال مسؤولون إسرائيليون إنه وفقًا للمخابرات الإسرائيلية، فإن قادة حماس المتبقين كانوا في "حالة من الفوضى بعد انتشار الأخبار عن السنوار".
ونقل الموقع عن مساعد نتنياهو ومسؤول إسرائيلي آخر مشارك في المفاوضات قولهما: إن "وفاة السنوار تفتح نافذة فرصة للحصول على صفقة لإطلاق سراح الرهائن مقابل وقف إطلاق النار في غزة، وقال إن هناك حاجة للعمل بسرعة للدفع نحو مثل هذه الصفقة".
وأضاف مساعد نتنياهو "إن تركيز رئيس الوزراء الآن هو إعادة الرهائن بأي وسيلة، إن القضاء على السنوار يخلق فرصة كبيرة للقيام بذلك، ويريد نتنياهو استخدام هذا لاستئناف المفاوضات بشأن صفقة".
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان أيضًا إن "وفاة السنوار تخلق فرصة للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار تريد إدارة بايدن اغتنامها".
وأوضح سوليفان أن هناك لحظات عندما "وقف السنوار في طريق إحراز تقدم نحو التوصل إلى اتفاق، كانت هناك عقبات أخرى على طول الطريق لكنه كان بالتأكيد عقبة حاسمة، إن إبعاده عن ساحة المعركة يمثل فرصة لإعادة الرهائن إلى ديارهم وإنهاء الحرب".
ورغم ذلك، قال بعض المسؤولين الإسرائيليين المشاركين في المفاوضات إنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان موت السنوار سيسمح بتحقيق تقدم في الأمد القريب.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو ومستشاريه كانوا بالفعل على اتصال بإدارة بايدن والوسطاء القطريين والمصريين بشأن مستقبل الصفقة.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تحدث مع رئيس الوزراء القطري و"ناقشا مقتل السنوار والمفاوضات بشأن الاتفاق".