تتواصل المواجهة المحمومة والمفتوحة على كل الاحتمالات بين كامالا هاريس ودونالد ترامب، في الساعات الأخيرة المتبقية من الحملة الانتخابية، فيزور كل من المرشحين الاثنين، بنسيلفانيا، سعياً للفوز بإحدى أهم الولايات المتأرجحة التي قد تمسك بمفاتيح البيت الأبيض، في انتخابات غداً الثلاثاء.وفيما يبدي كل من المرشحين ثقته في النصر، يشكف الواقع أن المنافسة شديدة ونوايا الأصوات متقاربة إلى حد أن بضع عشرات آلاف الأصوات قد تكفي لحسم نتيجة الانتخابات.
سبع ولايات ويتركز فارق الأصوات هذا في سبع ولايات أساسية (جورجيا، ويسكنسون، ميشغان، كارولينا الشمالية، بينسلفانيا، أريزونا ونيفادا)، يجوبها المرشحان بلا توقف منذ أشهر وينفقون فيها مئات ملايين الدولارات. والجائزة الكبرى بين هذه الولايات السبع، تبقى بنسيلفانيا، التي تقدم أكبر عدد من كبار الناخبين. فالولايات المتحدة تعتمد نظام اقتراع عام غير مباشر يتوّج المرشح الذي يتخطى عتبة 271 من أصوات كبار الناخبين، أي غالبية المجمع الناخب الذي يضم 538 من كبار الناخبين.ومن المنطقي بالتالي أن تلقي هاريس وترامب بقواهما الأخيرة الاثنين في هذه الولاية، في ختام حملة شديدة التوتر تبعث الكثير من المخاوف والقلق. وفي هذه الجولة الأخيرة، تعتزم المدعية العامة السابقة والسناتورة السابقة عن كاليفورنيا المولودة من أب جامايكي وأم هندية، زيارة مدينة سكرانتون، مسقط رأس بايدن، ثم بيتسبرغ وفيلادلفيا، أكبر مدن بنسيلفانيا.أوبرا ولايدي غاغاوستحظى في هذه المحطة الأخيرة بدعم أوبرا وينفري ولايدي غاغا وريكي مارتن، بعدما أيدتها مجموعة من المشاهير مثل بيونسيه وبروس سبيرنغستين وجينيفر لوبيز ونجم كرة السلة ليبرون جيمس.دونالد ترامب من جانبه، وبعد تجمع انتخابي أول في رالي في كارولاينا الشمالية، يتوجه الاثنين، إلى ريدينغ وبيتسبرغ في بينسلفانيا، قبل أن يختتم اليوم الأخير من الحملة في غراند رابيدز في ميشيغان.ولا شك أن رجل الأعمال الثري سيواصل في كل من محطاته وصف بلاد متهالكة تواجه اجتياح ملايين المهاجرين غير الشرعيين المجرمين، وتعاني إفلاساً اقتصادياً وأخلاقياً، فيما ينخرها على حد تعبيره "أعداء الداخل". وشدد الرئيس السابق خطابه مؤخراً موجهاً الشتائم والعبارات المهينة إلى منافسته، فيما نعتته هاريس بـ"الفاشي" معتبرة أن ما يحركه هو رغبة الانتقام والتعطش إلى "سلطة بلا حدود".وصوت حوالى 80 مليون أميركي بينهم هاريس نفسها بشكل مبكر، من أصل 244 مليون ناخب. ولا يقتصر الترقب على الانتخابات نفسها، بل تطرح تساؤلات قلقة كذلك حول ما سيأتي بعدها، إذ باشر ترامب منذ الآن التشكيك في نزاهة الاقتراع، وهو الذي لم يعترف حتى الآن بهزيمته في انتخابات 2020 وشحن أنصاره الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في السادس من كانون الثاني/يناير2021، لمنع الكونغرس من المصادقة على فوز بايدن.وباشر المعسكران منذ الآن تقديم عشرات الطعون والشكاوى إلى القضاء، فيما يخشى ثلث الأميركيين أعمال عنف بعد الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر.