أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت لفترة وجيزة مسؤولين فرنسيين يعملان في موقع تاريخي تديره فرنسا في القدس، اليوم الخميس.
ووقع الحادث عندما كان من المقرر أن يزور بارو مجمع كنيسة "باتر نوستر" الواقع على جبل الزيتون في القدس الشرقية. واعتبر بارو تصرف إسرائيل "غير مقبول"، معلنًا رفضه دخول الموقع احتجاجًا على وجود الشرطة الإسرائيلية.
وأفادت وزارة الخارجية الفرنسية بأن السفير الإسرائيلي في باريس سيتم استدعاؤه خلال الأيام المقبلة.
وتخلل زيارة بارو إلى القدس اليوم إشكال دبلوماسي بين فرنسا وإسرائيل، بعدما دخل أفراد "مسلحون" من الشرطة الإسرائيلية "دون إذن" إلى موقع يضم كنيسة تديرها باريس. واستنكر بارو هذا "الوضع غير المقبول" ورفض دخول موقع "الإيليونة" في جبل الزيتون، بينما أوقفت الشرطة الإسرائيلية اثنين من أفراد الدرك الفرنسي في الموقع، وفقًا لصحافية من وكالة فرانس برس.
يذكر أن التوترات بين فرنسا وإسرائيل تصاعدت على خلفية الأزمة الحالية في المنطقة. ففي الأسابيع الأخيرة، تبادل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدة تصريحات متوترة، حيث أكد ماكرون أوائل تشرين الأول الجاري على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، فيما انتقد نتنياهو قائلاً إن إسرائيل تتوقع دعمًا من فرنسا وليس "فرض قيود" عليها.
وتصاعد الخلاف حين أعلن ماكرون لاحقًا ضرورة وقف شحنات الأسلحة المستخدمة في النزاع في غزة ولبنان كجزء من جهود لإيجاد حل سياسي. هذا التصريح أثار غضب نتنياهو الذي رد بحدة قائلاً: "عار عليهم"، في إشارة إلى ماكرون وغيره من قادة الغرب الذين دعوا لحظر الأسلحة على إسرائيل.
من جهته، حثّ نتنياهو الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على نقل قوات "اليونيفيل" من مناطق القتال في لبنان، ودعا إلى إبعادها فورًا. لكن الطلب قوبل بالرفض، مع التشديد على أن أي استهداف لعناصرها يعتبر جريمة حرب، وذلك بعد تعرض القوة لإصابات إثر اعتداءات إسرائيلية طالتها عمدًا.
وكان ماكرون قد أعرب، الأسبوع الماضي، عن قناعته بأن الوقت قد حان لوقف إطلاق النار في لبنان.