لم تنفع النداءات المتكررة التي وجهها مرارا ناشطون بيئيون في عكار إلى وزارتي الزراعة والبيئة بهدف حماية ما تبقى من غابات عكار الفريدة من نوعها. إذ تتفاقم أعمال القطع الجائر والتعديات التي بلغت مرحلة متقدمة من الوقاحة متحصنة ببعض الرخص الصادرة عن وزارة الزراعة والتي يكون مضمونها تشحيل الأراضي الخاصة إذ يصار الى التلطي خلفها لارتكاب المجازر بحق الأشجار المعمرة والنادرة. اما الذين لا يملكون اي رخص فحدث ولا حرج.

ولعل ما يجري من تعديات في بلدة عندقت التي تعتبر بلدة سياحية خصوصا لجهة تعزيز السياحة البيئية اذ تعتبر مقصدا لمحبي المشي في الطبيعة والمجموعات السياحية التي تقصدها من مختلف المناطق اللبنانية، يندى له الجبين، إذ يستفيق الأهالي يوميا على المزيد من الانتهاكات والمجازر بحق أشجار الصنوبر والسنديان المعمرة، ما يضع مصير أكبر محمية صنوبر بري في منطقة الحوض الأبيض المتوسط (تمتد مساحتها على 8 ملايين متر مربع) في مهب الريح.


وتتم أعمال القطع وفق أسلوب ممنهج، إذ يعمد التجار والسماسرة ليلا ونهارا الى إرتكاب المجازر عبر قطع عشرات الأشجار يوميا، غير آبهين لا بالقانون ولا بالمحاسبة. فاين السلطة المحلية من بلديات ومخاتير في بلدة عندقت مما يجري؟ ولماذا لا تتحرك وتقيم الحواجز على مداخل الغابة ومخارجها؟ ولما لا يقوم مركز أحراج عندقت بدوره؟ وما الداعي لاستمرار وجوده إذا لا يمكنه القيام بالحد الأدنى المطلوب لحماية غابات البلدة؟ ولماذا لا تقوم مراكز الأحراج بعملها لجهة إستدعاء أصحاب الرخص والتدقيق في وجهة إستخدامها والكميات التي يتم تشحيلها؟ والكشف على المجازر الحاصلة، وأين النيابة العامة البيئية من كل ما يجري؟

ويبدي الاهالي استياء ملحوظا اذ لم يتحرك أي من المعنيين بالرغم من تسطير عشرات الشكاوى ومحاضر الضبط من قبل الأهالي والناشطين البيئيين في عندقت؟..