كشفت وسائل إعلام إسرائيلية الجمعة وليل الخميس، أن مسؤولين في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ابتزّا ضابطاً برتبة رفيعة في الجيش الإسرائيلي، بهدف الحصول على وثائق سريّة للغاية من الجيش، وتسريبها بعد تزويرها لاحقاً إلى وسائل الإعلام.سرقة وثائق
وحسب المصادر المطلعة، يتعالى الاشتباه بأن فضيحة ابتزاز الضابط، التي كُشف عنها الخميس، مرتبطة ب"الفضيحتين السابقتين"، وأن مكتب نتنياهو استخدم "جواسيس داخل الجيش الإسرائيلي، كي يسرقوا وثائق في غاية السرية ونقلوها إلى مكتبه، ثم نشرها بعد تزويرها من أجل خدمة سردية ضد صفقة المخطوفين".
وكانت السلطات الإسرائيلية قد فتحت في أيلول/سبتمبر، تحقيقاً في واقعة تسريب وثائق منسوبة لحركة حماس، بعد التلاعب بها لتخدم وجهة نظر نتنياهو، الذي كان يرى أن رئيس المكتب السياسي للحركة الراحل يحيى السنوار، ينوي تهريب أسرى عبر محور فيلادلفيا. وزعمت الوثائق المزورة أن السنوار صاغها واحتوت على استراتيجية حماس بشأن مفاوضات صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الجمعة، أن مسؤولاً "مطلعاً بموجب منصبه على جميع المعلومات السريّة للغاية الموجودة في إسرائيل وعلى عملية صناعة القرارات الأكثر حساسية، التقى قبل حوالي نصف سنة مع مسؤولين في دائرة الاستشارة القانونية في الجيش الإسرائيلي، وتحدث عن قضية قد تكون محرجة بالنسبة للضابط الذي جرى ابتزازه، لكنه كان يتخوّف من أن القضية تنطوي على خطورة كارثية بالنسبة لأمن إسرائيل ومواصفات إجراءات اتّخاذ القرارات فيها".
وقال المسؤول أن بحوزة مسؤولين اثنين في مكتب نتنياهو، توثيق شخصي محرج لضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي، وله صلة وثيقة مع مكتب رئيس الحكومة، على ما يبدو أنه صورة التقطت بكاميرات مكتب نتنياهو واستخرجت منها. وأبلغ المسؤولين في المكتب، الضابط بأن "التوثيق بحوزتهم". وتعالت الشبهات في تحقيقات الشرطة والشاباك أنه تم طباعة نسخ من الوثائق الحساسة.
وأضافت الصحيفة أن تحقيقات الشرطة والشاباك في قضية استخدام مكتب نتنياهو جواسيس، واستخراج الوثائق السرية من مخزون المعلومات المركزي في الوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية، أظهرت أنه يوجد في مكتب الرئيس منطقة يتم فيها الاعتناء بوثائق سرية، وأن هذه الوثائق ليست محفوظة في المكان المخصص لها في خزنة، وإنما "في خزنات مكاتب السكرتارية العسكرية لرئيس الحكومة".فضائح مترابطة
ورجّحت الصحيفة أن سلسلة الفضائح في مكتب نتنياهو، التي كُشفت مؤخراً وفضائح أخرى قد تُكشف لاحقاً، مرتبطة ببعضها، بحسب مصادر مطّلعة على هذه الفضائح، وبينها تسريب وثائق سرية للغاية لصحيفتي "بيلد" الألمانية و"جويش كرونيكل" البريطانية، وتزوير بروتوكولات اجتماعات الكابينت.
من جانبه، نفى مكتب نتنياهو بيان التقارير حول ابتزاز الضابط، معتبراً أن "لا أساس وراءها سوى محاولة تشويه صورة المكتب وموظفيه".
وفي وقت سابق، تم الإعلان عن اعتقال 4 إسرائيليين في قضية التسريبات الأمنية، بينهم مستشار نتنياهو والمتحدث السابق باسمه، إيلي فيلدشتاين.
وفيما نفى مكتب نتنياهو تورطه في هذه القضية أو التحقيق مع أي من موظفي مكتبه، اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن المشتبه به المحتجز هو "كبش فداء"، مشيرة إلى مسؤولين أكبر لعبوا دوراً في سلسلة التسريبات.
وتُشغل هذه التسريبات الساحة السياسية الإسرائيلية، عقب فرض الرقابة العسكريّة حظراً مشدداً على التفاصيل، وسط اتهامات لنتنياهو باستخدامها للتأثير على الرأي العام بشأن المفاوضات وتبرير رفضه عقد صفقة تبادل وإلقاء اللوم في ذلك على حماس.