زائر مدينة بعلبك، كما زائر صور والنبطية والخيام وسائر البلدات والمدن يذرف الدموع، يتألم...
تنشر "المدن" تحقيقاً مصوراً بعدسة الزميل علي علوش، يحكي وحشيّة الحرب والقصف الاسرائيلي على آثار بعلبك، جروح القلعة التاريخية تروي الرعب مع جحيم القصف اليومي، من رأس العين إلى ثكنة غورو إلى قبة دورس إلى الأحياء والحارات والقرى والبلدات.
الطائرات تقصف نهار المدينة وليلها وآثارها وناسها.
أعمدة معبد جوبيتر شاهدة على الجريمة...القلعة تشكتي، الحجارة تئن.
معبد باخوس حزين...
عيون المارة أو ما تبقى من مارة، وغصون الحور والصفصاف والجوز والطيور المهاجرة وحقول ضواحي المدينة، ترثي أطلال منزل "المنشية" الأثري...في بعلبك، الشرفات، الشبابيك، الأرصفة خالية من الحياة في ليل الحرب الطويل.البيوت القرميدية ثكلى.
السوق القديمة تفتقد ناسها وباعتها وروائحها الطيبة وصفيحتها، تفتقد للحياة، بل إن المدينة أصبحتْ على موعد مع الموت اليومي والدمار اليومي.
سرايا المدينة تضج بالصمت.
نعرف أنّ المراثي لا تنفع بشيء ولا تفيد بشيء. ما نريده انقاذ ما تبقى، أو رفع الصوت لإنقاذ ما تبقى. أن تبقى بعلبك أو "هليوبوليس" أو"مدينة الشمس" كما أُطلق عليها، وجهتنا السياحية، الجمال في مواجهة قبح السياسات والحروب، أن تعود مدينة اللقاءات والمهرجانات والمعالم والنظرة إلى التاريخ والحضارات... بعلبك هي ركن البلاد، هي الروح والمعنى.