بينما يستكمل العدو الإسرائيلي حربه الهمجية على لبنان، وخصوصاً القرى الجنوبية التي تتعرّض بشكل يومي للنسف والتدمير الممنهج، لا تزال المؤشرات تشي بأنَّ رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يتجّه إلى الاستمرار بهذه الحرب بشكل غير مسبوق بدليل تكثيف الغارات، في محاولة للإستفادة من الفترة الممتدة حتّى كانون الثاني المُقبل تاريخ استلام الرئيس دونالد ترامب مهامه كرئيس للولايات المتحدة الأميركية.


مصادر مواكبة للتطورات الأمنية رأت في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أنَّ سقوط هذا الكمّ من الشهداء في لبنان وغزة لحظة إعلان فوز الرئيس ترامب في الانتخابات الأميركية مؤشر خطير يُنذر بالمزيد من القتل والدمار والخراب، متخوفة من أن نتنياهو قد يذهب بالمواجهات العسكرية حتّى القضاء على حماس و”حزب الله” على السواء، لأن هذه الفرصة لن تُمنح له مرّة ثانية.


توازياً، لفت النائب السابق عاصم عراجي في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية الى خطورة الوضع الأمني في الفترة التي تسبق تسلّم الرئيس ترامب مهامه الدستورية واصفاً مشهد الغارات أول من أمس على مدينة بعلبك ومحيطها وسقوط 59 شهيداً وأكثر من سبعين جريح بأنه مشهد يدمي القلوب.


ورأى عراجي أنَّ لبنان مقبل على أيام صعبة جداً، إذ أننا أمام عدو مجرم وغدّار لا يقيم وزناً للمبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية، منتقداً التعرّض لمؤسسة الجيش اللبناني من قبل الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم باعتبارها المؤسسة الوطنية الوحيدة التي تحظى باحترام عربي ودولي، سائلاً عن مبرر الهجوم على الجيش في هذه الظروف الحرجة، مذكراً أنَّ الجيش وحده الذي يحفظ الامن في البلد.


وإذ طالب عراجي بالعودة إلى اتفاق الطائف وبسط سيادة الدولة على كل الأراضي اللبنانية، إذ برأيه من غير المقبول أن يبقى البلد دولة ضمن دولة، رافضاً تحويل لبنان إلى غزة ثانية.


بدوره، اعتبر النائب السابق شامل روكز أن المؤشرات صعبة جداً من الآن حتى يتسلم الرئيس ترامب مهامه، لافتاً إلى أن إقدام نتنياهو على إقالة وزير الدفاع يواف غالانت يعني أنه يريد الإمساك بكلّ الأمور لأن لديه مخطط طويل عريض يريد تنفيذه، ففي الوقت الذي ننتظر فيه كلبنانيين أجوبة الموفد الأميركي أموس هوكشتاين يقوم العدو بتدمير مدننا وقرانا بالقنابل الفوسفورية لتحويلها أرض محروقة لمنع سكانها من العودة إليها ومنعهم من إعادة بناء ما تهدم.


روكز أشاد في حديثه لجريدة “الأنباء” الإلكترونية بالوحدة الوطنية التي تجلت في استقبال الأخوة النازحين من الجنوب ومن الضاحية ومن بعلبك والهرمل وهذا دليل على نسبة الوعي لدى كل اللبنانيين رغم الضغط ووجع الناس والخوف من تطور الأمور نحو الأسوأ، متوقفاً عند تضامن اللبنانيين مع الجيش والقوى الامنية وهي برأيه مسألة مهمة جداً ودليل وعي.


إلى ذلك، دعا روكز المسؤولين للتحضير الى اليوم التالي مشدداً على الحلول الوطنية وعدم إعطاء إيران مساحة للتدخل في الشؤون اللبنانية، معتبراً أن الحل بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، وانتخاب رئيس وتفعيل دور المؤسسات والجيش باعتباره خشبة الخلاص ونقطة تلاقي لكلّ اللبنانيين وهو المؤسسة الوحيدة التي تحظى بدعم دولي معنوي.


إذاً، أيام صعبة أمام اللبنانيين وقد نشهد مزيداً من التصعيد والدمار، إذ لا يسعهم سوى ترقّب مفاجآت الميدان ريثما يتسلم ترامب الإدارة الجديدة في 2025.