على إيقاع توسّيع الجيش الإسرائيليّ اليوم الخميس، توغّله البريّ في جنوب لبنان أو ما سُميّ بـ "خطّ القرى الثاني" بموازاة استهداف الضاحيّة والجنوب والبقاع بغاراتٍ جويّة عنيفة موقعًا المزيد من الضحايا والدمار، يُكثّف حزب الله عملياته الجويّة مستهدفًا المزيد من المواقع والقواعد العسكريّة في إسرائيليّة وتحديدًا في مدينة حيفا. وتحدث الجيش الإسرائيليّ عن تقدّم قوّاته في جنوب لبنان بعد أن أوردت وسائل إعلام إسرائيليّة، منذ يومين، تقارير عن بدء المرحلة الثانية من العملية البرية.مجازر في البقاع والجنوبمساءً، نفّذ الطيران الحربي الإسرائيليّ، سلسلةً من الغارات الجويّة على البقاع الشماليّ، استهدفت كل من بلدة البزالية حيث أفادت المعلومات الأوليّة عن سقوط 3 ضحايا وعددٍ من المصابين، فضلًا عن أطراف بلدة طاريا وبوداي، ومجدلون وجنتا وتمنين التحتا، ومنطقة دورس. وتعليقًا على الغارة الأخيرة، أشار محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر إلى أن الغارة استهدفت مركز الدفاع المدنيّ في بعلبك أثناء تواجد أكثر من 20 عنصر داخل المركز من الدفاع المدني. وأفادت معلومات أوليّة عن سقوط 12 شهيد وعددٍ من الجرحى من الدفاع المدنيّ جراء هذه الغارة.
أما جنوبًا، فنفذ الطيران الإسرائيلي اليوم غارات مكثفة على عدة مناطق في جنوب لبنان، مستهدفًا حي الراهبات في النبطية ومنطقة بين بريقع وصير الغربية، ما أسفر عن سقوط شهيدين في قانا. كما شن غارات على بلدات حانين، دير عامص، عيتيت، وجويا، حيث سقط 5 شهداء وأصيب 7 آخرون في جويا. في النبطية، أدت غارة إلى استشهاد 4 شبان وتدمير كبير في الأحياء، وخاصة الوسط التجاري. كما أغار الطيران على حانين وعربصاليم، مستهدفاً مركزاً للدفاع المدني وخلّف إصابات. من جانبه، ردّ حزب الله بصليات صاروخية على مستوطنة كفر يوفالة ومواقع إسرائيلية قرب الخيام.
كما وشنّ طيران الاحتلال 7 غارات جويّة على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت حارة حريك ومنطقة برج البراجنة. وعصرًا أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء تحذيرية لسكان مبان في الضاحية الجنوبية والشويفات العمروسية والغبيري، وقام بعد فترةٍ زمنيّة وجيزة باستهدافها.ضربات الحزبفي المقابل، أصيب جنديان إسرائيليان بجراحٍ جراء انفجار مسيّرة مفخّخة في قاعدة "إلياكيم" العسكريّة شرق مدينة حيفا، فيما أقرّ الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابط وإصابة آخر بجراحٍ خطيرة في معارك جنوبي لبنان. وقال الحزب في بيانٍ أصدره، إنّه شنّ هجومًا جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة، على قاعدة "إلياكيم" (الّتي تحوي معسكرات تدريب تتبع لقيادة المنطقة الشماليّة في جيش العدو الإسرائيلي)، التي تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 50 كلم، جنوبي مدينة حيفا المُحتلّة، وأصابت أهدافها بدقّة.
كما أعلن حزب الله أن عناصره استهدفت برشقة صاروخيّة تجمعًا لقوات الجيش الإسرائيلي بين بلدتي حولا ومركبا شرقًا، وموقع جل العلام الحدوديّ، فضًلا عن نهاريا، واستهدف مستوطنة يسود هامعلاه وثكنة دوفيف ومستوطنتي المنارة وديشون. وقال: استهدفنا هجوماً جويًّا بسرب من المُسيّرات الانقضاضيّة على مستوطنة يرؤون وأصبنا أهدافها بدقّة. وقال الحزب "استهدفنا بقذائف المدفعية تجمعًا لقوات العدو الإسرائيلي عند أطراف بلدة العديسة". و‌‌كذلك استهدف قاعدة لوجستية للفرقة 146 في جيش العدو شرق مستوطنة نتيف هشايارا ومدينة نهاريا بصليتين صاروخيتين. كما أعلن حزب الله أنه قصف برشقة صاروخية نوعية قاعدة ستيلا ماريس البحرية شمال غرب حيفا، وقال إنّه قصف بالصواريخ قاعدة لوجستية للفرقة 146 في الجيش الإسرائيلي شرقي مدينة نهاريا، وهاجم بمسيرات انقضاضية ثكنات عسكرية ومستوطنات بالجليل وتجمعات للجيش الإسرائيلي قرب الحدود.
من جهتها، ذكرت الجبهة الداخلية الإسرائيليّة أنّ صفارات الإنذار انطلقت في سعسع ودوفيف وبلدات عدة بالجليل الأعلى شمالي إسرائيل. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه رصد إطلاق 10 صواريخ من لبنان، كما أعلن اعتراض طائرة مسيّرة أطلقت من الشرق أثناء تحليقها في الأجواء السورية قبل تسللها إلى إسرائيل.محاور التوغّلوفي الإطار عينه، أوردت صحيفة "معاريف" نقلاً عن مسؤول استخباراتي أميركي أنّ "حزب الله لا يزال قادراً على تنفيذ هجمات في الخارج". وقال: "قدرات حزب الله تضررت بشكل كبير لكن قواته البرية على الحدود مع إسرائيل لا تزال سليمة إلى حد كبير". إلى ذلك، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن أن "الجيش الإسرائيلي يواجه معارك قاسية في الخط الثاني من البلدات اللبنانية".
وقال الجيش الإسرائيلي -في بيان- إن وحدات إيغوز ودوفدفان وماغلان بدأت العمل في مناطق جديدة بالجنوب اللبناني تحت قيادة فرقة الجليل، وفي تطورات المعارك، أقر الجيش الإسرائيلي، بمقتل قائد فصيل في كتيبة 51 من لواء غولاني وإصابة 11 عسكريا آخرين بمعارك جنوبي لبنان. وأفادت تقارير ميدانيّة عن وقوع اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حزب الله في القطاع الغربي من الحدود مع إسرائيل.