رجّحت مصادر متعددة أن تكون مغادرة قيادات من حركة حماس لدولة قطر مرتبطة بالمباحثات التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خلال زيارة الأخير لأنقرة أمس الخميس.
وكانت قطر قد أعلنت، عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية ماجد الأنصاري، قبل أيام، تعليق جهود الوساطة بين حركة حماس وإسرائيل، مشيرة إلى أن الوساطة ستستأنف "حين تتوفر الجدية اللازمة لإنهاء الحرب من قبل الطرفين". ووصفت التقارير المتعلقة بوقف عمل مكتب حركة حماس في الدوحة بأنها "غير دقيقة".
وأكد الأنصاري أن "الهدف الأساسي من وجود المكتب في قطر هو أن يكون قناة اتصال بين الأطراف المعنية"، ما يلمح إلى أن استمرار عمل المكتب مرتبط بجدية المفاوضات. واعتبرت تقديرات أن انتهاء الوساطة قد يؤدي إلى إغلاق المكتب، لكن مصادر أخرى أشارت إلى أن حركة حماس تبحث خيارات أخرى لإدارة مفاوضاتها، دون أن يكون وجودها في قطر شرطاً لذلك.
من جهته، قال مدير المركز الإسكندنافي الخليجي للدراسات، عبدالجليل السعيد، إن أمير قطر والرئيس التركي توصلا إلى اتفاق يقضي بنقل 70 قيادياً من حركة حماس، ممن يعيشون في الدوحة، إلى تركيا. وأضاف السعيد، عبر منشور على حسابه على منصة "إكس"، أن الاتفاق يشمل شراء قطر لحيّ سكني كامل في أطراف مدينة إسطنبول لتأمين إقامة قيادات حماس مع عائلاتهم.
وأشار إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج، خالد مشعل، سيغادر الدوحة برفقة 92 شخصاً من أقاربه ومرافقيه.
وأكد مصدر مطلع أن حركة حماس تدرس حالياً خيارات متعددة لإقامة قياداتها في الخارج، مشدداً على أن الأولوية هي إدارة المفاوضات لوقف الحرب على غزة ورفع آثارها عن سكان القطاع. وأضاف أن استمرار الوساطة لا يتطلب وجود القيادة في الدوحة، وأن قطر تلعب دوراً مهماً في هذا الملف، سواء بوجود قيادة الحركة على أراضيها أم خارجها.