نشر وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ومنسق لجنة الطوارئ الحكومية، ناصر ياسين، صباح اليوم تقريرًا مصورًا يوضح جهود اللجنة في تقديم المساعدات العينية التي تديرها بشكل مباشر، والمنتشرة عبر غرف عمليات المحافظات ولجان الطوارئ المحلية، حتى تاريخ 8 تشرين الثاني الحالي.وفي التقرير الذي عرض أبرز الإجراءات والإنجازات التي تم تحقيقها منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على لبنان، أكد ياسين أن المهمة الأساسية للجنة الطوارئ تتركز على تنسيق الاستجابة الفورية للحالة الإنسانية الطارئة، وضمان التعاون بين الجهات الحكومية والدولية، إلى جانب تأمين التمويل اللازم وتعزيز التعاون الدولي لتفعيل آليات الشفافية والمساءلة في برامج الاستجابة المختلفة.وفقًا للتقرير المصور، أدى العدوان الإسرائيلي إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص من مختلف المناطق اللبنانية، حيث انتقل ما يزيد عن 200 ألف شخص (أي نحو 45 ألف أسرة) إلى مراكز الإيواء. وفي ظل هذه الأزمة، وصلت مساعدات عينية من الدول الشقيقة والصديقة للبنان، بالإضافة إلى دعم من المغتربين اللبنانيين والمنظمات الدولية، عبر المطار والمرفأ.وتنوعت المساعدات العينية التي تم استلامها بين الأدوية والمستلزمات الطبية التي تتسلمها وزارة الصحة، إضافة إلى مساعدات غذائية وإيوائية يتم توزيعها عبر جهات مختلفة، تشمل وزارة الصحة العامة، الهيئة العليا للإغاثة، مجلس الجنوب، المؤسسات الدولية، ولجنة الطوارئ الحكومية. ويتم التنسيق في توزيع هذه المساعدات عبر غرف عمليات المحافظات، بالتعاون مع الصليب الأحمر الذي يساعد في تنفيذ عمليات التوزيع.وأوضح التقرير أن لجنة الطوارئ تقوم بإرسال المساعدات إلى غرف عمليات المحافظات الثمانية، بحسب أعداد النازحين في كل منطقة. كما يتم التعاون مع الصليب الأحمر لمساعدة المحافظين في عملية التوزيع، وتتم عمليات التوزيع عبر خلايا الطوارئ المحلية الموجودة في القائمقامية، البلدية، أو اتحادات البلديات.وحسب الأرقام الواردة في التقرير، تم استلام 40,662 صندوق غذائي، تم توزيع نحو 90% منها. كما تم استلام 15,735 صندوق نظافة، وزعت منها 90%، و17,938 صندوق إيواء تم توزيع 74% منها. أما في ما يخص الخيام، فقد تم استلام 2,774 خيمة تم توزيع 54% منها، بالإضافة إلى 39,615 بطانية وفرشة تم توزيع 61% منها.لكن رغم الجهود المبذولة، أشار التقرير إلى أن الاحتياجات لا تزال ضخمة، حيث أن المساعدات العينية التي تم توزيعها تشكل فقط حوالي 15 إلى 20% من الاحتياجات الإجمالية للملايين من النازحين، مع تركيز كبير على مساعدة الأهالي في مراكز الإيواء. View this post on Instagram A post shared by Nasser Yassin (@dr.nasseryassin)*********ومع تصاعد التوترات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل، أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تحذيراً حول تدهور الوضع الإنساني في لبنان، مشيراً إلى أن الأزمة الحالية تجاوزت في حدتها تلك التي شهدتها البلاد خلال حرب 2006.يأتي هذا التحذير في ظل اضطرابات يعيشها اللبنانيون، حيث يواجهون تزايداً في حدة النزوح، وتدهوراً في الخدمات الأساسية، وارتفاعاً في معدلات الفقر، إلى جانب المخاطر الأمنية المتزايدة، ما يشير إلى أن البلاد على شفا أزمة إنسانية شاملة، لاسيما مع اشتداد الأعباء على الفئات الأكثر ضعفاً.وخلال مؤتمر صحفي عقد في نيويورك، أوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن القطاع الصحي اللبناني يواجه "هجمات بلا هوادة، حيث يقع الموظفون والمرافق والموارد في مرمى النيران بشكل متزايد، مما يزيد من الضغط على البنية التحتية الصحية الهشة بالفعل في لبنان".وسبق أن أفاد دوجاريك بأن "العاملين في المجال الإنساني في لبنان يخشون من أن الطلب على الغذاء والدواء والمأوى وغير ذلك من الإمدادات الأساسية آخذ في الازدياد".