توقع الخبير العسكري والاستراتيجي العميد حسن جوني، أن يشهد الوضع في لبنان تصعيدًا ملحوظًا بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في الأيام المقبلة، وربط ذلك بتزامن التصعيد العسكري مع الحراك الدبلوماسي الجاري من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.وفي تحليله للوضع العسكري الراهن، أوضح العميد جوني أن حزب الله يدرس بعناية مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمته الولايات المتحدة عبر سفيرتها في بيروت، ليزا جونسون، إلى رئيس البرلمان نبيه بري. ورغم الجهود الدبلوماسية، توقع جوني أن تستمر المواجهات العسكرية على الأرض، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي قصف المناطق اللبنانية وشن عملياته البرية في المرحلة الثانية، في مسعى منه لتحقيق بعض الانتصارات الميدانية.وفيما يخص تطور العمليات العسكرية، قال العميد جوني إن الجيش الإسرائيلي يواصل محاولاته للتوغل في الجنوب اللبناني في خطوة تهدف إلى تجاوز البلدات الحدودية والتركيز على المناطق الداخلية التي تكتسب أهمية استراتيجية. وقد اعتبر أن حزب الله قد انتقل في المرحلة الحالية إلى أسلوب حرب العصابات، مستفيدًا من تعمق القوات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية، وهو تكتيك وصفه بـ"الجيد جدًا".وأشار جوني إلى أن هذا التكتيك يشمل استخدام التضاريس الصعبة للجنوب اللبناني، حيث ستكون تحركات الجيش الإسرائيلي أكثر عرضة للانكشاف بسبب طبيعة المنطقة المعقدة. وأضاف أن حزب الله لديه قدرات نارية متطورة ومهارة في رصد تحركات الجيش الإسرائيلي، مما يجعل القوات الإسرائيلية في حالة تأهب دائم عند التوغل في المناطق الداخلية، وهو ما يعرضها للاستهداف المباشر.ويواصل لبنان دراسة مسودة مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمته السفيرة الأميركية في بيروت، ليزا جونسون، وسط قلق متصاعد بشأن بعض البنود المثيرة للجدل التي قد تهدد سيادته.وتثير أبرز هذه البنود، التي وردت في المسودة، إمكانية منح الجيش الإسرائيلي "حرية الحركة" في الأراضي اللبنانية تحت ظروف معينة، وهو ما يرفضه لبنان بشكل قاطع.وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصادر سياسية لبنانية كبيرة قولها إن السفيرة الأميركية قد قدمت الاقتراح لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، دون الخوض في التفاصيل الدقيقة للاتفاق. إلا أن المصادر أكدت أن جماعة حزب الله قد وافقت على منح بري التفويض الكامل للتفاوض حول المقترح.أحد النقاط الأكثر إثارة للجدل في المباحثات الحالية يتعلق بمطلب إسرائيل الاحتفاظ بحرية التصرف إذا ما خرقت جماعة حزب الله أي اتفاق. وهذا المطلب، الذي يعتبره الجانب اللبناني غير مقبول، يتسبب في أزمة دبلوماسية بين بيروت وواشنطن.وأكد الرئيس نبيه بري في تصريحاته الأخيرة أنه "لا يمكن قبول أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان"، مشيرًا إلى أن جميع الأطراف المعنية تدرك تمامًا أن هذا الأمر يتناقض مع سيادة لبنان، ولا يمكن حتى مناقشته كمبدأ.وتجري المباحثات حاليًا حول ضمانات تنفيذ القرار الدولي رقم 1701، الذي أنهى حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله. وقد أشار مصدر سياسي لبناني لـ "الحرة" إلى أن النقاشات تدور حول الآليات والضمانات التي يجب أن تُتخذ لضمان تنفيذ القرار دون الحاجة لإصدار قرار دولي جديد أو تعديل نص القرار القائم.وتشمل هذه الآليات تعزيز الأمن على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بما في ذلك تركيب أبراج مراقبة ومعدات تقنية، فضلاً عن الدعم اللوجستي والتدريبي من دول أجنبية.تزامنًا مع هذه التطورات، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت، عن رصد نحو 35 صاروخًا أُطلق من لبنان باتجاه الجليل وخليج حيفا، بالإضافة إلى هجوم آخر شنته طائرات مسيّرة تابعة لحزب الله استهدفت مستوطنة نهاريا في الجليل الغربي، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.