أتى قرار حظر وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين UNRWA التابعة للامم المتحدة بقرار من الكنيست الاسرائيلي ليشكل جزءآ جديدآ من حرب الابادة التي يشنها العدو على الشعب الفلسطيني؛ ودون الحاجة الى عمق مقارنة فإن العدوان على لبنان بدءآ بالقرى الجنوبية للحافة الامامية ومن ثم في العمق الجغرافي (الضاحية الجنوبية – مناطق البقاع الشمالي – الشرقي) يؤكد بما لا يدع مجالآ للشك أن استراتيجية التدمير الممنهج للمدن والقرى من جهة والاعتداء على قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان UNIFIL من جهة اخرى يتطابقان مع ما يتبع في غزة وفلسطين المحتلة..


من هذه المنطلقات تمارس اسرائيل سياسة الارض المحروقة بهدف تكريس منطقة عازلة تمنحها شريطآ حدوديآ بعمق 7 km تقريبآ خالٍ من بشر وحجر؛ على سببية إعادة مهجري الشمال الى مستوطناتهم بأمان؛ أما عربدة سلاح الجو في الاجواء اللبنانية والقصف العشوائي إضافة الى عمليات الاغتيال التي طالت قيادات المقاومة فلم تمنع رجال الميدان من مواجهة الفرق الخمس التي حشدها جيش العدو منزلة بوحداته خسائر هامة ومشكلة حائط الصد لأية عملية توغل تمنحها شبه تفوق تكتيكي..


من جهة أخرى، يمر الاقليم ومنطقة شرق المتوسط بشكل عام في أخطر مرحلة منذ تأسيس الكيان المحتل عام 1948، فالمتغيرات مطروحة والكيانات قابلة للتغيير، وهذا ما فرضته عملية طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر 2023 لتصبح محطة مفصلية في تاريخ الصراع بعد ان ثبُتَ وثَبَتَت ان العمل المقاوم في الداخل المحتل هو الأساس الاكثر مشروعية وإيلاما من اي عمل مقاوم على حدود الطوق مع فلسطين المحتلة..


في السياق وإزاء تدخل خجول او لتواضع قدرات سقطت نظرية وحدة الساحات لتبقى المقاومة اللبنانية منفردة على الجبهة الأمامية ضد العدو الاسرائيلي امام تراجع مركزيتها في ايران.. كما أتى استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران، ليؤكد انكشافآ امنيآ هائلا لا يقارن مع عملية الكوماندوس البحري على شاطئ مدينة البترون التي استغرقت عشر دقائق وأدت الى عملية الاختطاف ..


تاليآ، في ظل شراسة العدوان ثابر مستشار الرئيس الاميركي لشؤون أمن الطاقة عاموس هوكشتاين في رحلاته “البطولية” على مثلث واشنطن ـ بيروت – تل ابيب بهدف وقف اطلاق النار والعودة الى تنفيذ القرار 1701 مرتديآ قناع خداع وزيف مصداقية..


في المقابل واظب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على سعيه الجدي في انتخاب رئيس للجمهورية ووقف اطلاق النار، حيث انعقد مؤتمر باريس الذي دعا اليه وبرعايته بمشاركة سبعين دولة واكثر من خمس عشرة منظمة دولية وأثمر دعما ماليا بحوالي مليار دولار وبيانا ختاميا عنوانه الاساس “ان على ايران الخروج من الساحة اللبنانية”..


أخيرآ؛ إزاء هذا التضامن الاجتماعي والانساني بين شرائح المجتمع اللبناني على اختلاف تنوعاته السياسية والمذهبية في احتضان النازحين وتأمين احتياجاتهم لا بد للساسة اللبنانيين من أخذ العبرة في نبذ خلافاتهم والتضامن بوجه العدوان عبر وضع خريطة انقاذ جدية في مقدمتها انهاء الشغور الرئاسي في مراجعة شاملة لكل الاخطاء والخطايا التي ارتكبت بإسم اتفاق الطائف بالتوازي مع تطبيق القرارات الاممية والعودة الى الحضن العربي عن قناعة وايمان.


الكاتب: المهندس شفيق ملك

موقع سفير الشمال الإلكتروني