""تثير الأحداث السورية المتسارعة قلقًا متزايدًا لدى المزارعين في لبنان، حيث يخشى العديد منهم من أن تنعكس هذه التطورات سلبًا على القطاع الزراعي في المستقبل.وفي هذا الإطار، يؤكد رئيس تجمع المزارعين في البقاع، إبراهيم ترشيشي، في حديثٍ لـ""، أنه "حتى اللحظة، لا يمكننا القول بأن الحرب السورية الداخلية لها تأثير ملموس على القطاع الزراعي في لبنان، لكن لا نعلم ماذا سيحدث في المستقبل إذا تطورت الأوضاع ووصلت إلى الحدود اللبنانية، في هذه الحالة، قد تزداد كميات التهريب وتصبح جميع البضائع مهربة، وهذا يعد أكبر خوف لدى المزارعين، لذلك نأمل ألا نصل إلى هذه الحالة".وفيما يتعلق بالتحديات التي يواجهها القطاع الزراعي، يوضح ترشيشي أن "أبرز هذه التحديات تكمن في خوف المزارع من المستقبل، خاصةً في ظل عدم استقرار الأوضاع الأمنية في المنطقة، يظل المزارع في حالة ترقب حول ما إذا كانت الحرب ستتوقف أم ستستمر، لذا، يحتاج المزارع إلى الطمأنينة ليتمكن من التحضير لموسمه الزراعي المقبل، ونحن ندرك أن التحضيرات الزراعية تتطلب رأس مال، وضمانات للأراضي، وبذور، وأسمدة، وأدوية. لذلك، على المزارع أن يقرر ما إذا كان من الممكن المغامرة أم البقاء في حالة انتظار، لكن من المعروف أن المزارع اللبناني يتمتع بروح المغامرة ويصر على الاستمرار في عمله وأرضه".وفيما يخص فتح معبر المصنع الحدودي، يلفت ترشيشي إلى أنه "فتح المعبر يعيد الثقة للقطاع الزراعي ولكل من يعمل في التصدير، فإذا قارنا الوضع الآن بما حدث في عام 2006، عندما بقي معبر المصنع مغلقًا لأكثر من 15 يومًا بعد توقف الحرب، نجد أن هذه المرة، بمجرد توقف إطلاق النار عند الساعة الرابعة فجرًا، بدأ فتح المعبر بين الساعة 10 و11 صباحًا، وبالتالي، هنا لا بد من شكر وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال، علي حمية، على الجهود التي بذلها لإعادة فتح المعبر بهذه السرعة".أما بالنسبة للمشاكل التي يواجهها المزارعون، فيقول: "أكثر الأمور إلحاحًا هي معاناة مزارعي الموز، حيث يُباع كيلو الموز بالجملة بحوالي 20 ألف ليرة، أي أقل من نصف كلفة الإنتاج، وهذا الوضع لن يتعالج إلا من خلال التفاوض مع الجانب السوري للسماح باستيراد الموز كما كان يحدث عادة، خاصة أن السوق السورية كانت تستورد أكثر من 70 ألف طن من الموز اللبناني، لا سيما أننا بحاجة لتصدير حوالي 100 ألف طن من الموز إلى سوريا و الأردن".وفيما يتعلق بالأصناف الزراعية المتضرّرة من الحرب، يشير ترشيشي إلى أن "الحمضيات هي من الأصناف الأكثر تضررًا من الحرب، حيث لا يوجد تصريف لها في الأسواق، أما بالنسبة للخضروات واللوبيا والكوسا، فقد شهدت أسعارها ارتفاعًا بسبب موجة الصقيع التي ضربت منطقة البقاع وأتلفت نهاية الموسم، لكن بالنسبة للموسم على الساحل، سيتحسن تدريجيًا، مما سيؤدي إلى زيادة الإنتاج وبالتالي انخفاض الأسعار، لذلك، لا يوجد خوف من استمرار ارتفاع أسعار هذه المنتجات، لأن كلما تقدمنا في الموسم، زاد الإنتاج وبالتالي يصبح العرض أكبر من الطلب في الأسواق".