كشفت الجندية الإسرائيلية أغام بيرغر، التي أفرج عنها ضمن صفقة تبادل الأسرى، عن تفاصيل جديدة تتعلق بفترة احتجازها في غزة، متحدثة عن تجربتها ومعاناتها النفسية، إضافة إلى طريقة تعامل عناصر "حماس" معها ومع زميلاتها المجندات.
وفي مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية، تحدثت بيرغر عن لحظة إطلاق سراح زميلاتها المجندات اللواتي كنّ معها في الأسر، قائلة: "أخبروا ليري أنها ستصور فيديو، لم أكن أعلم أنها ستعود إلى المنزل، ولم تكن تعرف هي أيضا. أدركت ذلك لاحقا، كنت قد أعددت لها مفاجأة بمناسبة عيد ميلادها وانتظرت عودتها".
وأوضحت أنها كانت تتابع المستجدات في إسرائيل عبر الراديو، حيث سُمح لهن في فترات معينة بالاستماع إلى الأخبار، مشيرة إلى أن تلقيها صحيفة لأول مرة كان لحظة فارقة بالنسبة لها، إذ أتاحت لها فرصة فهم ما جرى في السابع من تشرين الأول، اليوم الذي شهد الهجوم الذي قادته "حماس" وأسفر عن مقتل وإصابة المئات وأسر العشرات من الجنود والمدنيين الإسرائيليين.
وأضافت: "كان من الصعب سماع الحديث عن (سعر الصفقة)، وكأن حياتنا ليست ذات قيمة كافية". وقد أثارت تصريحاتها الجدل داخل إسرائيل، حيث انتقد البعض أداء الحكومة في تأمين الإفراج عن الأسرى، في حين اعتبر آخرون أن الأولوية يجب أن تكون لإعادتهم بأي ثمن.
أشارت بيرغر إلى أنها أُبلغت يوم الثلاثاء بأنها ستعود إلى المنزل، وعلّقت: "انتظرت هذه اللحظة طويلا، ولم أستطع استيعاب الأمر، كنت أعد الساعات حتى الإفراج". وأكدت أنها لم تتمكن من أخذ أي شيء معها، حيث تم تجريدها من دفاتر ملاحظاتها ورسائلها وأساورها التي صنعتها خلال الأسر.
وعن معاملة الأسرى من قبل عناصر "حماس"، قالت إن ذلك "كان يتغير حسب الظروف"، مضيفة: "حتى لو كان التعامل جيدا ليوم، فهناك مواقف صعبة ونزاعات على تفاصيل صغيرة".
أما عن الطعام، فقالت إن الوجبات كانت تتكون غالبا من الأرز والخبز، لكنها كانت كافية، مضيفة: "في البداية كنت جائعة، ثم اعتدت على تناول وجبتين فقط يوميا".
واختتمت بيرغر حديثها بالإشارة إلى المعاناة النفسية التي رافقتها خلال فترة احتجازها، مؤكدة أن الإيمان لعب دورا كبيرا في مساعدتها على تحمل المحنة، قائلة: "كنت أصلي وأتحدث مع نفسي، كنت بحاجة إلى أي شيء يثبتني".
وجاء الإفراج عن بيرغر ضمن صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل و"حماس"، والتي تمت بوساطة قطرية ومصرية، وشملت إطلاق سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن عدد من الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وأثارت هذه الصفقة جدلا واسعا داخل إسرائيل، حيث وجهت عائلات بعض الأسرى انتقادات للحكومة، معتبرة أنها لم تبذل الجهود الكافية لاستعادة جميع المحتجزين، بينما رأى آخرون أن تقديم تنازلات إضافية كان ضروريا لضمان عودة الأسرى إلى ذويهم.
وفي الوقت نفسه، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطا متزايدة من قبل عائلات الأسرى الذين ما زالوا محتجزين، والذين يطالبون بإجراءات أكثر صرامة لضمان عودتهم، في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية في غزة وسط تصعيد ميداني متواصل.