صدر حديثاً عن منشورات رياض الريس في بيروت، رواية "منازل الموت" للروائي السعودي حامد بن عقيل.
"منازل الموت"؛ سرد ملحمي مكثّف تتعدد شخوصه ومستوياته وأشكال الصراع فيه، يجتمع أفراده ويفترقون حول فكرة الوجود حين تشكلها طبيعة الأرض وما تمليه على ساكنيها من تحالفات وعداوات وصداقات وإقصاء وقصص حب وقتل، وكأنه السرد الذي يحفر عميقاً في الماضي ليفهم طبيعة الحاضر وليتنبأ بما سيكون عليه المستقبل. تحضر في هذه الرواية الثورة العربية، واجتياح مدينة الطائف على أيدي "الإخوان" في الثلث الأول من القرن الميلادي العشرين، وصراع أبناء الحجاز مع الجنود العثمانيين، وبدايات الدولة السعودية الثالثة.
بين دفتيّ الرواية إشارات كثيرة؛ تلك التي تجعل من الخاص دالاً على العام، وتجعل من العام محركاً للخاص ومؤثراً فيه، فمن خلال صراعات مستعرة لا تهدأ بين أبناء عائلتين عبر خمسة أجيال متتابعة طيلة مئة وثمانين عاماً، يتعالق الخاص والعام، فيفضي أحدهما إلى الآخر، وبالعكس.
تنتهي الرواية نهاية غير متوقعة، فمن طبيعة الحياة البشرية على الأرض أن تكون الطريق الوحيدة فيها للإنسان هي الطريق المحفوفة بالمخاطر، لذا، فإن عواقب سيره الأبدي عليها ليست واضحة ومحسومة على الدوام، ذلك أن الإنسان ليس المتحكم الوحيد في مصيره، ولا من يسيّر حياته بمشيئته وحده.