""يستنتج الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب من الغارات الإسرائيلية الأخيرة، أن الجهد الرئيسي الإستخباري الذي قام به العدو الإسرائيلي منذ العام 2006 حتى حرب الإسناد وما بعدها، ما زال مستمراً، وهو باعتراف حزب الله، "جهدٌ أقوى بكثير ممّا كان يتوقع الحزب ولم ينته بعملية البيجر والإغتيالات".وفي حديثٍ ل""، يؤكد العميد ملاعب أن الحزب كان مكشوفاً سواء في قتاله في سوريا أو حتى في تنقلات قادته بين لبنان وسوريا والمعابر التي كان يستخدمها بشكل علني، مشيراً إلى أن جيش الإحتلال يستفيد من هذا الإستعلام.وعن دور لجنة الإشراف على وقف النار في الحدّ من الخروقات، يكشف ملاعب أن الرئاسة الأميركية وبالتعاون مع الفرنسي لآلية تطبيق مهام اليونيفيل، تقوم بما يشبه "قبّة باط" للإسرائيلي ليفعل ما يشاء، بمعنى أنه من غير المفهوم أن يجري الحديث عن وقف لإطلاق النار، إذا كان من جهة واحدة فقط، لأن إسرائيل لم توقف وقف النار والحرق والتدمير.*********وبالتالي، يرى ملاعب أن إسرائيل تكرر في لبنان ما كانت تفعله في سوريا، ويعتبر أنه "عندما نتعوّد على هذا الأمر، تصبح الغارات في لبنان أو في سوريا أمراً معتاداً، وذلك في ظل صمتٍ ملحوظ، كون الإستهداف يطال أهدافاً للمقاومة التي قامت بحرب خاسرة".وعن احتمال سقوط الإتفاق مع استمرار عمليات خرقه، يقول ملاعب إنه أثناء إقرار اتفاقية وقف إطلاق النار، ما تمّ إبلاغ لبنان به حول هذه الأتفاقية شيء، وما حصل بين الأميركيين والإسرائيليين شيء آخر، وهو ما كان واضحاً منذ بداية التوقيع على وقف النار.في المقابل، يقول ملاعب إن "ما سُجّل في تشييع الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله من تنظيم، يطرح أسئلة حول الجهة التي نظمت هذا العرض الكبير، رغم أن اسرائيل في عمليتي البيجرز والتوكي ووكي، استهدفت نحو 4 آلاف عنصر من تقنيين وإداريين ولوجستيين بنحو 4 آلاف، الذين أصبحوا خارج الخدمة".ووفق ملاعب فإن "هذه القدرات ليست قدرات الحزب، بل هي قدرات طرف أقوى من حزب الله، ما يفتح نافذة استراتيجية حول المرحلة الآتية، لأنه عندما يقول رئيس وزراء إسرائيل إن عام 2025 هو عام إيران، يعني ذلك أنه ينتظر الضوء الأخضر من واشنطن ليجهز نفسه لضرب طهران".ويقول ملاعب إنه "طالما أن سوريا باتت خارج المحور والعراق في موقع لا يُحسد عليه، وفي لبنان انتهى دور المقاومة عسكرياً، فإن الجهد الرئيسي هو باتجاه إيران، وما نشهده من عقوبات إضافية من الخزانة الأميركية ضد شركات إيرانية وأفرادٍ، يدلّ على أن طهران لم تصل مع أميركا إلى أي تسوية، حيث أن هذه العقوبات تعني أن طريق الحل بين الطرفين فشل، وهو ما يمكن أن يكون حفّز طهران على إعادة تفعيل أذرعها في المنطقة".وهنا، يلاحظ ملاعب أن إسرئيل تدرك هذا الوضع، وستبقى على الوتيرة الحالية باستهداف قيادات الحزب طالما أن الحل الإيراني لم يحصل بعد.