أعرب نائب رئيس المجلس النيابي السابق، إيلي الفرزلي، عن مخاوفه من المخططات الإسرائيلية التي تُرسم للبنان وسوريا، معتبرًا أن "هذه المخططات لا تقاوم إلا بالتضحيات الكبرى". وأكد الفرزلي، في تصريح لـ"الديار"، أن "ما يجري في سوريا اليوم يتطلب التصدي من الوطنيين العرب، الذين هم على علاقة بكل من سلطان باشا الأطرش ووليد جنبلاط"، موضحاً أن "جنبلاط يمثل الشخصية المركزية في التصدي للمشاريع الإسرائيلية التي تهدف إلى إدخال الدروز في هذا الواقع".وفيما يتعلق بالوضع في جنوب لبنان، تحدث الفرزلي عن الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، حيث قال أن "إسرائيل تطمح إلى أن تكون حدودها مياه نهر الليطاني، وتريد أن تُسكِن المستوطنين في منطقة جنوب الليطاني". وأضاف أن "إسرائيل تسعى من خلال هذه الخطوات إلى خلق مبررات لإضعاف لبنان وتشكيل كيانات فيه"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل تسعى لتثبيت حدود جديدة لها من خلال إعلانها الانسحاب إلى الخط الأزرق والبقاء في خمس نقاط إضافة إلى تلال كفرشوبا وشبعا، وكذلك خروقاتها الجوية"، واعتبر أن "هذا التصعيد يعكس أن الخطر الإسرائيلي لا يزال قائمًا، ولا يمكن مقاومته بالكلمات، بل بالقوة والمقاومة".وأكد الفرزلي أن "الدبلوماسية هي جانب أساسي من جوانب المقاومة"، موضحًا أن "الدول الداعمة للبنان يجب أن تمارس ضغطًا دبلوماسيًا لسحب إسرائيل إلى الخط الأزرق، وإدخال لبنان في مفاوضات غير مباشرة باتجاه خط الهدنة"، مضيفاً أن "ذلك سيساهم في ضمان حدود لبنان كما رُسّمت في العام 1923، مما يجعل المقاومة العسكرية في لبنان جزءًا من منطق الدولة واحتكارها السلاح، وهو المسار الطبيعي في هذا السياق".وبخصوص حزب الله، قال الفرزلي أن "الحزب لا بد أن يدخل مرحلة جديدة بعد تشييع السيد حسن نصرالله"، موضحًا أن "وظيفة السلاح الإقليمية فقدت قدرتها على البقاء بعد التحول الذي طرأ على سوريا". وأشار إلى أن "حزب الله يسعى للعودة إلى الوظيفة الكيانية، وهذا ما أشار إليه الشيخ نعيم قاسم في خطاب التشييع عندما تحدث عن لبنان كوطن نهائي"، وأضاف أن "خطاب قاسم يعبّر عن محاولة الحزب لتنظيم العلاقة بين الدولة والمقاومة بما يتوافق مع المنطق الوطني".ولفت الفرزلي إلى أن "حزب الله استطاع من خلال التشييع توجيه رسالة مفادها أن كل محاولات تفكيك بنية الحزب العسكرية والاقتصادية منذ عام 1993 وحتى 2006 لم تُحقق أهدافها، بل زادت الحزب تلاحمًا مع بيئته لتحقيق الأهداف التي استشهد من أجلها السيد حسن نصرالله".وفيما يتعلق بالوضع الداخلي في لبنان، اعتبر الفرزلي أن "الحكومة الحالية لا تملك الوقت الكافي لتنفيذ كافة الخطط"، لكنه شدد على ضرورة أن تحقق الحكومة إصلاحات حقيقية في المدى القريب، مثل تحسين تصنيف لبنان الائتماني ووضع خطة لعودة أموال المودعين. وأكد أنه على الحكومة أن تتقدم في هذه الملفات، إضافة إلى إعادة هيكلة المصارف، خاصة أن لبنان قد مرّ بأزمات مالية كبيرة، تم خلالها هدر 33 مليار دولار على الدعم والتهريب، ما يشكل 30% من الودائع.وختم الفرزلي حديثه قائلاً: "الأشهر الستة المقبلة ستكون حاسمة، حيث إما أن تتحقق الإصلاحات المطلوبة ويشهد لبنان استقرارًا، أو أن الوضع سيستمر في التدهور".