عاد أهالي البلدات الحدودية لتفقد منازلهم في الحافة الأمامية، وفوجئوا بالدمار الهائل. فما نسبة العائدين؟ وما الفترة الزمنية التي تحتاج إليها إعادة الإعمار عند توافر الأموال؟



لم يكن سكان بلدات الحافة الأمامية الممتدة من الناقورة غرباً إلى شبعا على مثلث الحدود اللبنانية – السورية – الفلسطينية يتوقعون أن تكون نسبة الدمار كالتي عاينوها على أرض الواقع. فالبلدات الحدودية دمرها جيش الاحتلال على نحو شبه كامل، وخصوصاً بعد بدء سريان اتفاق وقف النار في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت.





نسبة التفجيرات وتفخيخ المنازل والمباني ارتفعت وتيرتها خلال الفترة الممتدة من 27 تشرين الثاني/ نوفمبر إلى فجر 18 شباط/فبراير الحالي.



تشير إحصاءات البلديات في بعض القرى الحدودية إلى أن نسبة العائدين إلى بلداتهم تراوح بين 15 و20 في المئة، فيما تتراجع إلى أقل من 5 في المئة في بعض البلدات، ومنها مارون الراس وكفركلا وعيثرون.





وبحسب رئيس بلدية الناقورة عباس عواضة، فإن عدد العائدين إلى البلدة لا يتجاوز الـ15 في المئة. ويوضح لـ”النهار” أن “العائدين إلى الناقورة شرعوا في ترميم منازلهم على الرغم من عدم إنهاء المسوحات من الجهات المختصة، علما أن الأهالي يرممون بيوتهم على نفقتهم الخاصة، حتى إن المنزل المهدم جزئياً يرممون غرفة واحدة منه بهدف الإقامة”.





ويلفت إلى أن “نسبة الدمار في الناقورة وصلت إلى 90 في المئة، أي ما يقارب تدمير 400 منزل، فيما هناك 100 منزل مدمرة جزئيا”.





ويعاني العائدون عدم توافر الخدمات الإساسية، ولا سيما أن التدمير قضى على البنية التحتية في البلدة، حتى لم يعد للطرق أثر، وأصيبت شبكة الكهرباء بأضرار جسيمة، وكذلك شبكتا المياه والاتصالات.





ويشير عواضة إلى وضع خزانات للمياه موقتا لمساعدة السكان ريثما يعاد إصلاح البنية التحيتة. أما عن الفترة الزمنية التي تتطلبها إعادة الإعمار فيقول: “في حال توافر الأموال، سنحتاج إلى أكثر من سنتين لإعادة إعمار الناقورة، فالبلدة منكوبة وتحتاج إلى مساعدة عاجلة”. حالياً، أعيد فتح سوبرماركت، فيما استعان صاحب إحدى الصيدليات بغرفة جاهزة بهدف تأمين الأدوية للعائدين.





أما في عيثرون (بنت جبيل) في القطاع الأوسط، فالأوضاع أكثر تعقيداً في ظل التدمير الممنهج للمنازل واستمرار احتلال منطقة مشرفة على البلدة، هي جل الدير المطلة على مستوطنات إسرائيلية، منها أفيفيم وبرعام وجزء من دوفيف.





ويؤكد رئيس البلدية سليم مراد لـ”النهار” أن “قرى الحافة الأمامية منكوبة، ومنها عيثرون التي تتميز بأنها بلدة زراعية وأن عدد المقيمين فيها كان مرتفعا جداً مقارنة بالبلدات المجاورة”.





الوضع هناك لا يختلف عما شهدته البلدات المجاورة. وبحسب مراد، فإن البنية التحتية مدمرة بالكامل، وهناك أضرار جسيمة في البنية الزراعية، فضلاً عن تجريف البساتين وحقول الزيتون.





وتصل نسبة الضرر إلى أكثر من 65 في المئة في البنى التحتية، وكذلك فإن البنية الاقتصادية لعيترون متضررة بنسبة 100 في المئة.





ويناشد مراد الجهات الحكومية التدخل لإعادة إعمار البلدة، لافتا إلى أن الفترة الزمنية للإعمار تتطلب 3 إلى 5 سنوات، فيما لم تتجاوز نسبة العائدين 5 في المئة.





ويذكر أن الأهالي استطاعوا تأمين مولد للكهرباء ومستوصف متنقل، وآليات وجرافات للمساهمة في رفع الأنقاض وإعادة فتح الطرق، علما أن هناك فرقا تطوعية تساعد العائدين إلى البلدة. وقدّمت عيثرون أكثر من 105 من أبنائها خلال مواجهة العدوان الإسرائيلي.





ليس بعيداً من هناك، تقع بلدة مارون الراس التي تُعدّ الأكثر دماراً في القطاع الأوسط، في محاذاة مستوطنة أفيفيم، ويطل عليها الموقع الذي استحدثه جيش الاحتلال ولا يزال متمركزا فيه خلافاً لاتفاق وقف النار.





هنا تم تدمير نحو 500 منزل كليا، ما أزال البلدة عن الخريطة ولم يبقَ فيها سوى 18 منزلاً. ويؤكد رئيس البلدية عدنان علوية أن “نسبة الدمار تجاوزت الـ96 في المئة، والبلدة تحتاج إلى بلدة، إذ لم يترك جيش الاحتلال مكاناً إلا دمّره، ولم يستثن دور العبادة ولا خزانات المياه ولا المباني”.





أما عملية إعادة الإعمار فتحتاج إلى أكثر من 3 سنوات.





ويذكر أن مؤسسة “جهاد البناء” باشرت دفع تعويضات الإيواء لأصحاب المنازل المدمرة، وبدأت الكشف على الأضرار تمهيداً لدفع التعويضات.



عباس صباغ – “النهار”



Related Posts

  1. مبلغ الـ2 مليون المضبوط في المطار.. هذا مصيره!




The post الأضرار هائلة.. أقل من %20 فقط عادوا إلى القرى الحدودية appeared first on .