بعد اختتام القمة العربية الطارئة في القاهرة وصدور البيان الختامي الذي أعلن تبني الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، علقت وزارة الخارجية الإسرائيلية على ذلك، مؤكدة رفضها لخطة الدول العربية للتعامل مع غزة.
وأفادت الخارجية الإسرائيلية في بيان اليوم الثلاثاء، بأن البيان الصادر عن القمة العربية لا يعالج حقيقة الوضع في غزة، مشيرة إلى أن حركة حماس لا يمكن أن تبقى في غزة. كما قالت أن البيان لا يذكر الهجوم الذي نفذته حماس في السابع من تشرين الأول 2024، وأضافت أن البيان يعتمد على السلطة الفلسطينية وأونروا "الفاسدتين"، وفق وصفها. وتابعت قائلة أنه يجب تشجيع سكان غزة على فكرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
من جانبها، رحبت حركة حماس بانعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة، مشيرة إلى أن عقد القمة يعد مرحلة متقدمة من الاصطفاف العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية. وثمنت إجماع القادة العرب على رفض خطط الاحتلال للتهجير، مرحبة بخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية. كما دعت إلى توفير مقومات إنجاح الخطة العربية لإعادة إعمار غزة، مؤيدة قرار تشكيل لجنة الإسناد لإدارة غزة باعتبارها جزءاً من دولة فلسطين، ورحبت بدعوة الرئيس الفلسطيني لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.
وفي نفس السياق، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال القمة العربية الطارئة التي انعقدت في القاهرة اعتماد خطة إعادة إعمار غزة. وقال السيسي أن القمة أكدت على ضرورة تحقيق المصالح العربية وصون الأمن القومي العربي وتعزيز العمل العربي المشترك. وأكد البيان الختامي للقمة على أن ملف الأمن في غزة يجب أن يدار من المؤسسات الفلسطينية الشرعية، وأن إدارة غزة المؤقتة ستعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، مع التأكيد على أن السلاح المسموح في غزة هو السلاح الشرعي. كما أكد البيان أن تحقيق السلام هو الخيار الإستراتيجي للدول العربية، مع التأكيد على السلام العادل والشامل الذي يلبي جميع حقوق الشعب الفلسطيني.
تجدر الإشارة إلى أن مصر كانت قد أعلنت منذ أسابيع عن خطتها لإعادة إعمار غزة، حيث أكّد وزير خارجيتها بدر عبد العاطي في مؤتمر صحافي أن الخطة جاهزة وسيتم عرضها على القادة العرب للموافقة عليها. وتبلغ قيمة الخطة 53 مليار دولار على مدى خمس سنوات، مع التركيز على الإغاثة الطارئة، إعادة الإعمار، والتنمية الاقتصادية الطويلة المدى. كما تتضمن الخطة مرحلتين لإعادة الإعمار، وتقترح إنشاء صندوق تحت إشراف دولي يضمن الشفافية وكفاءة التمويل.
هذا وواصلت مصر تحركاتها الدبلوماسية المكثفة بعد المقترح الأميركي الذي أثار غضباً عالمياً حول السيطرة على غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، مع تهجير السكان الفلسطينيين إلى مصر والأردن. وقد اتحدت الدول العربية لمعارضة هذا المقترح وتقديم حلول بديلة.