أقرت السلطات السورية، اليوم الجمعة، بوقوع انتهاكات "فردية" خلال الأحداث التي شهدتها مدينة اللاذقية، وذلك بالتزامن مع انتشار مقاطع مصورة تظهر عمليات تصفية لأشخاص يرتدون ملابس مدنية.
واندلعت الاشتباكات أمس الخميس، وأدت إلى سقوط عشرات القتلى من قوات الأمن والمسلحين والمدنيين.
اغتيالات
وقال مصدر في وزارة الداخلية السورية لوكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، إنه "بعد قيام فلول النظام البائد باغتيال العديد من عناصر الشرطة والأمن، توجهت حشود شعبية كبيرة غير منظمة إلى الساحل ما أدى إلى بعض الانتهاكات الفردية". وأضاف المصدر أن السلطات "تعمل على إيقاف هذه التجاوزات التي لا تمثل عموم الشعب السوري".
حرب خفية
وتعليقاً على الأحداث الدامية في غرب سوريا، خصوصاً في مدينة اللاذقية، قال وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني، إن بلاده تواجه "حرباً خفية".
وكتب الشيباني منشورات عدة على منصة "إكس"، ذكر فيها أن البلاد تواجه "منذ اليوم الأول حرباً خفية ومعلنة لكسر إرادة الشعب السوري وهزيمته في ميدان الأمن والسياسة والحوكمة، من خلال بث الفوضى من جهة، ومحاولات الإغلاق السياسي في الخارج من جهة أخرى". وأضاف أن "القيادة السورية الجديدة، ومنذ اليوم الأول لسقوط نظام الأسد، اتخذت خطوات رشيدة تعزز الأمن والاستقرار والسلم الأهلي".
وأشار الشيباني إلى أن "الشعب السوري أظهر وعياً فريداً وحساً وطنياً بتكاتفه وحمايته للمصالح الوطنية ووقوفه خلف قيادته، خصوصاً في المناطق التي كان الخارج يراهن عليها".
إدانات
وأدانت قطر والأردن الجرائم التي ترتكبها مجموعات خارجة عن القانون، والتدخلات الخارجية التي تستهدف أمن سوريا، فيما دعت الخارجية الروسية إلى التهدئة في البلاد.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان اليوم: "تدين دولة قطر بأشد العبارات الجرائم التي ترتكبها مجموعات خارجة عن القانون واستهدافها القوات الأمنية في الجمهورية العربية السورية الشقيقة".
وأكدت الوزارة تضامن دولة قطر ووقوفها مع الحكومة السورية، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لتوطيد السلم الأهلي وحفظ الأمن والاستقرار في البلاد. وجدّدت دعمها الكامل لسيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها وتحقيق تطلعات شعبها في الحرية والتنمية.
من جهته، أدان الأردن التدخلات الخارجية التي تستهدف أمن سوريا، مؤكداً الوقوف إلى جانب الحكومة السورية في جميع ما تتخذه من إجراءات لحماية الأمن والاستقرار.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، عن الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية سفيان القضاة، قوله إن "الأردن يدين كل المحاولات والمجموعات والتدخلات الخارجية التي تستهدف أمن سوريا الشقيقة وسلمها ومؤسساتها الأمنية، وتحاول دفعها نحو الفوضى والفتنة والصراع"، معلناً وقوفه إلى جانب الحكومة السورية في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمن سوريا واستقرارها وسلامة شعبها، ولحفظ القانون والسلم الأهلي.
من جهتها، دعت روسيا اليوم، الى "التهدئة" ووضع حد لـ"سفك الدماء" في سوريا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "ندعو القادة السوريين القادرين على التأثير على تطور الوضع ميدانياً الى بذل أقصى جهودهم من أجل وضع حدّ لسفك الدماء في أسرع وقت ممكن"، مؤكدة استعداد بلادها "لتنسيق الجهود بشكل وثيق مع الشركاء الأجانب لتهدئة الوضع".