أكدّ أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم لشيخ قاسم أنه "إذا استمر الاحتلال الإسرائيلي، لا بد من مواجهته من قبل الجيش والشعب والمقاومة، بينما البعض يريد التحرير بالدبلوماسية". معتبراً أن "وزير الخارجية اللبناني يعطي الذريعة لإسرائيل لمواصلة عدوانها، وهذا المنطق غير مناسب أن يخرج من أي مسؤول في الحكومة اللبنانية". وأضاف "نحن التزمنا بالاتفاق بينما العدو يخرقه، وعلى هذا المسؤول أن يقول: لا أقبل أن تبقى إسرائيل محتلة وأن تواصل الخروقات". ودعا "البعض للانتباه أننا نعيش في وطن واحد وسنعيش معا"؛ جازماً أن المقاومة لن تتوقف ولن تترك إمكاناتها أمام العدوانية والاحتلال الإسرائيلي". لا اتفاق سريّكلام قاسم جاء في مقابلة عبر قناة المنار، هي الأولى له منذ توليه منصب الأمانة العامّة، وقد أكد فيها أن "اتفاق وقف إطلاق النار واضح، ولا يوجد أي أوراق سرية، ولا اتفاق سري، ولا بنود تحت الطاولة، ويتضمن كلمة "جنوب نهر الليطاني" خمس مرات، وهو الإطار الذي يجب أن نعتمد عليه". أضاف "لا علاقة لي إذا قال البعض إنه حصل أي اتفاق بين الأميركيين والإسرائيليين". معتبراً أن "هذا الاتفاق هو جزء من القرار 1701 لوقف هذا العدوان، وكل ما فعلته إسرائيل خلال مهلة الـ60 يومًا هو خروقات. وهنا نعتبر أن الدولة اللبنانية هي المسؤولة. وكم مرة أصدر الجيش اللبناني بيانات يفيد فيها بأنه مستعد للانتشار، لكن الإسرائيلي يمنعنا". وأشار إلى أن "إدخال الحاخامات إلى موقع العباد يظهر أننا لسنا فقط أمام عدوان إسرائيلي، وإنما أمام مشروع صهيوني للمنطقة"، مشدداً على أن "الاسرائيلي صاحب نظرة ونوايا توسعية".في الشؤون الداخليةوقال قاسم "من المبكر تقييم العلاقة مع رئيس الحكومة، ولكن مع رئيس الجمهورية هناك حرارة إيجابية، ونحن نريد أن نعمر بلدنا ونحل مشاكله المختلفة، وهذه عناوين نريد العمل عليها". وأمل "وضع آلية لاختيار المدراء العامين عبر المباراة، والاختيار بين ثلاثة من الناجحين"، متمهلا في "انتظار الآلية التي ستعتمد لإبداء الرأي المناسب". ورأى أن "أمريكا ستعمل على التدخل في كل محطة تستطيع ذلك، وعلينا العمل للتصدي لهذا الأمر"، وشدد على "أننا جزء من البلد. نحن حزب الله وحركة أمل، لدينا تمثيل وحضور، ولدينا حلفاء في المجلس النيابي وفي التمثيل الشعبي، وبالتالي لا يمكن تجاوزنا في أي تعيينات تجري".
أضاف"نحن أيضًا نقول بحصرية السلاح لقوى الأمن الداخلي وللجيش في لبنان، ونرفض منطق المليشيات. بالتالي، نحن لا علاقة لنا بهذا الأمر، فنحن مقاومة نعتبر إسرائيل خطرًا على لبنان ولا مانع من قيام الجيش والدولة بالدفاع عن لبنان، ومن حق المقاومة أن تستمر لحماية لبنان"، وتابع "بالتالي، كلام رئيس الجمهورية حول حصرية السلاح لا نعتبره موجهًا لنا".وقال قاسم: "نحن مع اجراء الانتخابات البلدية سنشارك في الانتخابات البلدية، واتفقنا مع حركة أمل على تجديد الاتفاق الذي كان موجوداً بين الرئيس نبيه بري والشهيد السيد حسن نصر الله".
وعن الانتخابات النيابية، قال الشيخ قاسم "نحن مع القانون الانتخابي الحالي، إلا إذا طرحت أفكار أفضل نناقشها ونُعبِّر عن رأينا...ولم نناقش بعد كيفية تشكيل التحالفات في الانتخابات المستقبلية”.
وثمّن "موقف الحزب الاشتراكي من العدوان الإسرائيلي، وأيضاً موقفه مما يجري اليوم من العدوان الإسرائيلي على سوريا، وننتظر إلى أين ستصل هذه المواقف".وعن العلاقة مع التيار الوطني الحر فأكد أنها "لم تنقطع وعلاقتنا جيدة أيضاً مع تيار المردة والوزير سليمان فرنجية". وأضاف "لدينا علاقات مع شرائح ونواب من الطائفة السنية، وأيضاً مع الأستاذ طلال أرسلان والأستاذ وئام وهاب وغيرهم من المكونات السياسية والشعبية"، مبدياً الحرص على أكبر قدر من التفاهم الداخلي".
وعن تيار المستقبل أوضح أنه "من التيارات التي تتوفر لدينا عوامل الاتفاق معها، خصوصاً أن الرئيس سعد الحريري صادق في موضوع تجنيب لبنان الفتنة، ولدينا تجربة مع والده أيضاً في هذا الإطار".
وعن إعادة الإعمار جراء العدوان الإسرائيلي، اعتبر الشيخ قاسم "العدو الإسرائيلي اعتدى وهدم القرى والمدن اللبنانية، ودور الدولة هو رعاية المواطنين"، ورد على من يدعي أن المقاومة هي من بدأت الحرب قائلاً: "نحن تصدينا للعدوان، بينما المقاومة أسندت غزة فقط، وهذا لا يؤدي إلى حرب". وشدد على أن "الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن إعادة الإعمار دون الأخذ بالاعتبار الشروط التي يتحدث عنها البعض"، وتابع "إعادة الإعمار هي جزء لا يتجزأ من الإصلاح والإنقاذ في البلد"، وذكّر "نحن تصدينا منذ اليوم الأول بمشروع وعهدٍ والتزامٍ، وساعدنا في الإيواء والترميم الجزئي".، وأشار إلى "التوافق في هذا المجال مع الرئيس نبيه بري". مؤشرات التقسيموعن التطورات في سوريا، اعتبر قاسم أنه "من المبكر أن نقيّم ما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا حيث الأوضاع غير مستقرة وهناك مشاكل داخلية عديدة، لذلك لا أقول نجحت أو فشلت سوريا". متمنياً "لسوريا الاستقرار للتفاهم على إقامة دولة قوية ووضع حد للتوسع الإسرائيلي". ولفت إلى أن "مؤشرات التقسيم موجودة، ولكن هل يتم إيجاد حلول لها أم لا؟ سننتظر لنرى". وأكد أنه "لا يوجد أي تدخل لحزب الله في سوريا ولكن لا أستبعد نشوء مقاومة سورية ضد إسرائيل".
وأشار قاسم في حديثه إلى أنّ "تشييع السيّدين الشهيدين هو تشييعٌ إلهي... وكانت مشاركة الناس استثنائية تُعبِّر عن استمرارهم والتزامهم بالعهد الذي قطعوه مع السيّد حسن نصر الله".
وقال قاسم إنّ "المقاومة فكرة تسري في العقول، والتشييع ليس لشخصين فقط، بل هو إعلان للمستقبل واستمرارٌ لنهج الأمينين العامين مع جمهورٍ صلب وصادق قادر على التحمّل في أشدّ الظروف"، لافتًا إلى أنّ "التشييع مثَّل رسالة انتصار وفق ما نؤمن به من أنّنا ثابتون حتّى اللحظة الأخيرة، وصولًا إلى الاتفاق الذي تحقّق لاحقًا".واستطرد قاسم بالتأكيد على أنّ "جسم حزب الله كبير ولديه قدراتٌ هائلة، وقياداتٌ عديدة تمكّنّا عبرها من استعادة السيطرة بعد عشرة أيامٍ فقط من العدوان"، كاشفًا أنّه "تجري تحقيقات لاستخلاص الدروس والعِبر والمحاسبة، وقد أجرينا تغييراتٍ خلال سير المعركة".