تحتار اسرائيل كيف توسع نطاقها الجغرافي وتبسط سيطرتها وتتمدد وتستولي على اراض وقرى ومواقع أثرية وتراثية تزعم انها تعود لليهود، وهي مزاعم لا ترتكز الى وثائق واثباتات بل بأغلبيتها ادعاءات ومزاعم ومحاولات لطمس التاريخ.


بالامس استفزت اسرائيل لبنان باستقدام حوالى ٩٠٠ شخص من طائفة الحريديم المتشددة والمتطرفة لزيارة ما تزعم انه قبر الحاخام راب آشي فيما هو في الحقيقة مقام الشيخ العباد في قرية حولا الجنوبية.


القبر الذي بقي لسنوات مهجوراً اعادته اسرائيل الى الحياة خلال مرحلة وقف اطلاق النار عبر تجديده وترميمه هو المقام على بقايا ثلاثة قبور يقال انها تعود لبنات النبي يعقوب فيما هناك تأكيد بانه يعود لرجل صالح يدعى الشيخ العباد الذي تحمل التلة حيث يوجد القبر اسمه ايضاً.


خطوة اسرائيل الاستفزازية ليست الاولى من نوعها وبالطبع لن تكون الاخيرة فقبلها حط باحث الاثار الاسرائيلي المتطرف زئيف إيرليخ في بلدة شمع الجنوبية حيث قتل هناك في اثناء محاولته البحث عن أدلة لاستيطان اسرائيلي قديم في مقام النبي شمعون تمهيدا للمطالبة بضم الاراضي.


واذ يؤكد مصدر امني ل ان مجيء الحجاج اليهود المتطرفين الى تلة العباد ليس رحلة حج ديني تحت إشراف الجيش الاسرائيلي بل عملية جس نبض حول إمكانية ضم هذا المقام بأكمله الى الاراضي الفلسطينية المحتلة بعد ان كان تم تقسيمه بموجب اتفاقية عام ٢٠٠٠ بإشراف مبعوث الامم المتحدة تيري رود الى قسمين واحد بإشراف السلطات اللبنانية والاخر بإشراف السلطات الاسرائيلية، معتبراً ان اكبر دليل على محاولة ضمه هو اعادة ترميم القبر مؤخراً بسرية تامة مع قطع الأسلاك الشائكة التي تفصل بين القسم اللبناني والقسم الواقع في الاراضي المحتلة.


ويلفت المصدر الامني الى ان بيان الجيش اللبناني حول هذا الانتهاك جاء صارماً اذ اعتبر ان دخول المستوطنين من الكيان الاسرائيلي الى الاراضي اللبنانية هو احد وجوه تمادي العدو في خرق القوانين والقرارات الدولية والاتفاقيات ذات الصلة ولاسيما القرار ١٧٠١ واتفاق وقف اطلاق النار معتبراً ان ذلك يمثل انتهاكاً سافراً للسيادة اللبنانية.


ويوضح المصدر الامني ان اسرائيل تزعم اليوم ان القبر يعود للحاخام آرشي الذي لديه مكانة دينية تاريخية لدى اليهود فيما أثبتت الوثائق ان القبر هو مقام للمسلمين يضم رفات الشيخ عباد ابن بلدة حولا.


ويختم المصدر بالإشارة الى ان العدو الاسرائيلي يحاول اليوم ان يفعل في لبنان ما فعله في فلسطين حيث رسخ وجوده في عدة مقامات بادعاءات واهية وابرزها ادعاءه ان المسجد الاقصى وهو ثالث اقدس الاماكن الدينية الإسلامية قد بني على أنقاض هيكل سليمان وهو يحاول جاهداً هدمه لبناء كنيس اسرائيلي مكانه كما انه يدعي ان حائط البراق هو حائط المبكى وبالتالي يحاول زرع وتثبيت جذوره في المنطقة بمزاعم دينية لا اساس لها من الصحة.

موقع سفير الشمال الإلكتروني