في تقليد سنوي، وبهدف جمع أكبر قدر من التبرعات لصندوق الزكاة في عكار، وتحت شعار “العطاء مسؤولية ورسالة”، حرص صندوق الزكاة في عكار، خلال إفطاره الخيري السنوي على تقديم عرض واضح عن كيفية توزيع المساعدات في مختلف القطاعات الصحية والتربوية، والاجتماعية إضافة الى كفالات الأيتام.
وأظهر مدى إزدياد الحاجات من عام لآخر عبر مقارنة الأرقام بين عاميّ 2023 و2024، إضافة الى المبالغ التي من المفترض جمعها لسداد الاحتياجات في العام 2025. وبذلك يكون صندوق الزكاة قد قدم عرضا للمبالغ التي إستلمها منذ تعيين الادارة الجديدة في العام 2023، والتي سعى من خلالها الى تنظيم العمل بشكل مؤسساتي بهدف الارتقاء بالعمل الانساني والاجتماعي الى أعلى مستوى من الشفافية والوضوح.
العرض المفصل للمبالغ، إضافة الى نشر التبرعات يظهر الشفافية في التعاطي والحاجة للعمل وتكثيف الجهود، خصوصا في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي الذي ترافق مع الانهيار الاستشفائي وتحول السواد الأعظم من العكاريين الى فقراء معدومين.
وبما أن موازنة صندوق الزكاة غير محددة وتعتمد بشكل رئيسي على المتبرعين من رجال الأعمال والمتمولين، والمحسنين، تطبيقا للركن الثالث من أركان الإسلام، تم جمع التبرعات خلال الافطار الخيري السنوي للصندوق الذي أقيم في مطعم غراسياس، والذي جسد التكافل الاجتماعي، وإعتبر مظهرا من مظاهر الرحمة الإلهية.
ويلفت التقرير الذي تم عرضه على المتبرعين، الى أن المساعدات الاستشفائية بلغت 111,700 دولارا في العام 2023 لمساعدة المرضى وتأمين العلاج الضروري لهم، وبسبب الحاجة الملحة تضاعفت المساعدات في العام 2024 وبلغت 260،456 دولارا، ويحتاج الصندوق الى زيادة المبلغ في العام 2025 ليصل الى 600 ألف دولار.
أما المساعدات الاجتماعية فقد حظيت بحوالي 25 ألفا، خصصت لمساعدة العائلات المحتاجة وتقديم يد العون، وفي العام 2024 تناقص العدد الى حوالي 11 ألف دولار، بسبب إرتفاع الحاجات الاستشفائية، أما خطة هذا العام فتقضي بتأمين 60 ألف دولار لتأمين المساعدات الاجتماعية الأكثر إلحاحا.
وفي ما يتعلق بالشق التعليمي، فقد تم صرف حوالي 18 ألف دولار في العام 2023، لمساعدة الطلاب في تحصيلهم العلمي و22 ألفا في العام 2024، ويسعى الصندوق في العام 2025 الى تأمين 70 ألف دولار لمساعدة 500 طالبا في الجامعة اللبنانية و50 طالبا في الجامعات الخارجية الذين لم يحظوا بدعم الدولار الطلابي، فلا بد من مساندتهم لتمكينهم من إنهاء دراستهم الجامعية.
أما كفالات الأيتام فحظي بحوالي 42 ألفا لمساعدة الأيتام وضمان حياة كريمة لهم خلال العام 2024 ، حيث بلغ إجمالي المساعدات حولي 90 ألفا وهناك 870 يتيما مؤمنة لهم كفالات مالية من خلال صندوق الزكاة في بيروت عبر الخارج، أما في العام 2025 فيحتاج الصندوق بالحد الأدنى الى 240 ألفا لمواصلة هذه الرسالة النبيلة ودعم حوالي 500 يتيما بكفالات داخلية.
وفي كلمة وجدانية، أكد رئيس صندوق الزكاة في عكار الشيخ أسامة الزعبي أننا نحاول زرع بذور الأمل في قلوب المحتاجين، والتخفيف من معاناتهم، ومنحهم فرصةً لبناء مستقبلٍ أفضل. مشددا على أن الزكاة ليست فقط حقا للفقراء، بل هي حاجة للأغنياء لأنها تزكي أموالهم، وتجعلهم يشعرون بالسعادة الحقيقية.
وأضاف: تخيلوا مجتمعًا يسوده التعاون والتراحم، مجتمعًا لا يشعر فيه جائعٌ باليأس، ولا محتاجٌ بالذل. هذا هو المجتمع الذي تصنعه الزكاة. ولكن ما زلنا بشكل تصاعدي نتحمل ونتلقى هموم الناس وحاجاتهم، مؤكدا اننا في عكار محافظة ممتلئة بالمرضى والمحتاجين والمساكين والمستورين وها هي اليوم تتطلع الى جبر الخواطر وبلسمة الجراح عبر التبرعات التي يقدمها أبناء عكار.
من جهته، أكد مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا على ضرورة اللقاء مع سائر شرائح المجتمع العكاري للوقوف على حاجات الناس وإحياء شعيرة من شعائر الاسلام، من أجل تعزيز الوحدة والآخاء والشعور بالآخر، مشددا على ضرورة الدعم لبلسمة جراح المرضى والمحتاجين للمساعدة، كاشفا عن الضغط الهائل على الصندوق نتيجة تفاقم الأزمات”.
ولفت المفتي زكريا، الى أننا نطمح ونسعى أن نتمكن من القيام بعدد من المشاريع الملحة التي تحدث فرقا في عكار، ومنها على سبيل المثال إنشاء مركز صحي للرعاية الأولوية في عكار، للتخفيف من معاناة العلاج على الأهالي والتخفيف من الأعباء المالية على الصندوق، ما يشكل متنفسا للأهالي وملجأ لهم في ظل الظروف الصعبة، على أمل أن تتحسن الأوضاع وينعم وطننا بالاستقرار الأمني والاجتماعي…
The post صندوق الزكاة في عكار.. شفافية مالية تزرع بذور الأمل في قلوب المحتاجين!.. نجلة حمود appeared first on .