تولى مارك كارني رئاسة الحكومة الكندية في وقت تمر فيه البلاد بتوترات تجارية مع جارتها الأقرب، الولايات المتحدة.
ويخلف كارني (59 عامًا) رئيس الوزراء الحالي، جاستن ترودو، الذي أعلن في كانون الثاني عن تنحيه عن منصبه بعد حوالي عقد من الزمن في السلطة.
وانتخب الحزب الليبرالي الحاكم، يوم أمس الأحد، كارني زعيمًا جديدًا له ورئيسًا للحكومة المقبلة، بعد أن فاز بـ85.9% من أصوات ناخبي الحزب الليبرالي.
وجاء انتخابه في وقت حساس، حيث تواجه البلاد توترات تاريخية مع الولايات المتحدة في ظل حكم الرئيس دونالد ترامب.
من غير المرجح أن يبقى كارني في منصبه لفترة طويلة، إذ من المتوقع أن تُجرى الانتخابات في موعد أقصاه تشرين الأول.
وفي قصر المؤتمرات في العاصمة أوتاوا، حيث رفعت الأعلام الكندية تحت أضواء حمراء، وهي لون راية الحزب، ارتفعت الهتافات عند إعلان النتائج.
ورغم أن كارني، الذي شغل منصب حاكم بنك كندا سابقًا، ليس له خبرة سياسية واسعة، فقد اعتبر الناشط شون كروز التصويت له "مرادفًا للأمل".
وقال كروز: "إنها نتيجة جيدة. نحن بحاجة إلى وجه جديد في الحكومة وداخل الحزب".
وُلد كارني في فورت سميث في عام 1965، في شمال غرب كندا، وتلقى تعليمه في جامعة هارفارد، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد عام 1988، وفقًا لسيرته الذاتية في بنك كندا.
كما حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد من جامعة أكسفورد في التسعينيات.
أصبح حاكمًا لبنك كندا في شباط 2008، وبعد خمس سنوات ونصف من الخدمة، ترك منصبه في حزيران 2013 ليصبح حاكمًا لبنك إنكلترا.
بعد ذلك، أصبح مبعوثًا خاصًا للأمم المتحدة في قضايا العمل المناخي والتمويل.
وانتقل كارني خلال مسيرته المهنية التي استمرت 13 عامًا مع غولدمان ساكس بين لندن وطوكيو ونيويورك وتورنتو قبل أن يتجه إلى الخدمة العامة.
وقال أحد زملائه السابقين في غولدمان ساكس إن كارني ترك المصرف "في نقطة تحول كبيرة في مسيرته".
في عام 2020، انضم إلى شركة الاستثمار "بروكفيلد"، التي وصفته بأنه "مدافع طويل الأمد عن الاستدامة، خاصة في ما يتعلق بإدارة وتقليل مخاطر المناخ".
وقدّم المشورة لترودو بشأن استجابة كندا الاقتصادية لجائحة كوفيد، وسط تكهنات حول طموحاته السياسية.
وفي أيلول من العام الماضي، تم اختياره لرئاسة فريق العمل المعني بالنمو الاقتصادي داخل الحزب الليبرالي.
وفي كانون الثاني الماضي، أطلق رسميًا حملته لخلافة ترودو، قائلاً: "أنا لست الشخص التقليدي عندما يتعلق الأمر بالسياسة، ولكن هذا ليس وقت السياسة المعتادة".
وقال كارني إنه يمتلك "القدرة اللازمة" لقيادة كندا في ظل فترة من عدم اليقين، في وقت كانت البلاد تواجه تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية، بالإضافة إلى انخفاض النمو الاقتصادي والتضخم في عهد ترودو.
وأكد كارني أمام أكثر من 125 من مؤيديه، الذين تجمعوا لمتابعة حملته الانتخابية، أن رئيس الوزراء السابق "سمح لفريقه بأن يبتعد عن الاقتصاد في العديد من الأحيان، لكنني لن أفقد تركيزي".
وصف كارني زعيم المحافظين بيير بواليفير بأنه "الأسوأ" للتفاوض مع ترامب، مشيرًا إلى أنه "سيسعى للحصول على تأييد ترامب وإيلون ماسك".
وفي خطاب النصر الذي ألقاه في أوتاوا، أكد كارني أن كندا "لن تكون أبدًا جزءًا من الولايات المتحدة"، مشيرًا إلى أن "الأميركيين يريدون بلدنا". وأضاف أن "كندا بحاجة إلى بناء اقتصاد جديد وإقامة علاقات تجارية جديدة".
اليوم، يتعين على كارني أن يوحد صفوف حزبه بسرعة استعدادًا للانتخابات المقبلة، حيث أصبح مرشحًا رئيسيًا قادرًا على منح الحزب الليبرالي فرصة للفوز.