منذ فوز والده في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، أصبح دونالد ترامب الابن أحد أبرز المدافعين عن رؤية "اجعل أميركا عظيمة مجدداً"، مستفيداً من سياسات الإدارة الجديدة. وفقاً لتقرير نشرته فايننشال تايمز، استثمر ترامب الابن في العديد من القطاعات التي تعكس الأجندة الاقتصادية لوالده، حيث ضخ أموالاً في شركات تنشط في مجالات التمويل، الإعلام، الأدوية، الأسلحة، والعملات المشفرة، معتمداً على موجة القومية الاقتصادية التي تعززها الإدارة الحالية.
وأشار التقرير إلى أن ترامب الابن يركز استثماراته في الشركات التي تتبنى مواقف مناهضة لمبادئ التنوع والمساواة والحوكمة البيئية، والتي تعتبرها إدارة والده عبئًا على ريادة الأعمال والنمو الاقتصادي. ورغم أن ترامب الابن يبتعد عن المناصب الحكومية، مما يتيح له حرية أكبر في أنشطته التجارية، إلا أنه يظل مستفيدًا من قربه المباشر من الرئيس.
يُعتبر ترامب الابن الأكثر نشاطًا سياسيًا بين أبناء ترامب، حيث ساهم في دعم جيه دي فانس نائبًا للرئيس، وواصل الترويج لرؤية "أميركا أولًا" من خلال بودكاست "تريجرد". وبجانب أنشطته السياسية، كانت الشؤون المالية لعائلة ترامب أكثر ارتباطًا ببعضها البعض بعد فوز والده، حيث تولى ترامب الابن منصب الوصي على مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، مما منحه سيطرة على حصة تقدر بحوالي 3.2 مليارات دولار في منصة "تروث سوشيال".
في مجال الأعمال، حصل ترامب الابن على مكاسب ضخمة من استثماراته في شركات ناشئة، خاصة في قطاع التكنولوجيا والأسلحة والعملات المشفرة. فقد ارتفعت قيمة أسهم شركات مثل "أنيوجوال ماشينز" و"دوميناري هولدينغز" بشكل كبير بعد انضمامه إلى مجالس إدارتها. كما تعززت قيمة أسهمه في "دوميناري" لتتجاوز 7 ملايين دولار، ما دفع سعر السهم للارتفاع بنسبة 74% في يومين فقط.
ورغم نجاحاته المالية، يواجه ترامب الابن اتهامات بالتربح من موجة العملات المشفرة، حيث قام بترويج منصة "وورلد ليبرتي فايننشال" التي يدعمها الملياردير الصيني جاستن صن، المتهم بقضايا احتيال من قبل هيئة الأوراق المالية الأميركية. وفي وقت سابق، حقق ترامب الابن ما لا يقل عن 350 مليون دولار من مشروع خاص بالعملات المشفرة قبل أيام من تنصيب والده.
في خطوة جديدة، أصبح ترامب الابن شريكًا في شركة "1789 كابيتال" الاستثمارية التي تركز على الشركات التي تتجنب معايير البيئة والمجتمع والحوكمة. كما انضم إلى مجلس إدارة شركة "بلينك آر إكس" لتوصيل الأدوية عبر الإنترنت وأصبح مستشارًا لمنصة بيع الأسلحة "غراب آي غان".
على الرغم من النجاح الاقتصادي الذي يحققه ترامب الابن، فإن انتقاداته بشأن تضارب المصالح والمكاسب المرتبطة بسياسات الإدارة الأميركية تثير تساؤلات حول شفافية هذه الأنشطة واستفادة أفراد العائلة من السياسة الأميركية.