وصلت رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الموجهة للمرشد الإيراني علي خامنئي يوم الأربعاء الماضي، إلى العاصمة الإيرانية عبر أنور قرقاش مستشار الأمیر محمد بن زاید رئيس دولة الامارات، خلال لقائه وزير خارجية إيران عباس عراقجي.
وعلى الرغم من وجود وسطاء تقليديين آخرين بين إيران والولايات المتحدة، كسلطنة عمان ودولة قطر إلا الرئيس ترامب اختار دولة الامارات.لماذا الإمارات؟من المحتمل جداً أن تكون الرسالة ذات لهجة متشددة أو أنها تحوي تهديداً وشروطاً تعجيزية تجاه إيران، ولهذا رفضت كل من سلطنة عمان ودولة قطر أداء دور المرسل لتسليمها، حفاظاً على علاقاتهما الودية مع طهران، فضلاً عن وضوح الرد الإيراني الرافض لإملاءات الرئيس الأميركي مما يحبط الوساطة ويفرغها من أي جدوى.وأفاد موقع "نور" المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني، أن الروس رفضوا الطلب الأميركي بإيصال رسالة ترامب بعد ما اطلعوا على محتوى الرسالة.أولى الردود الإيرانيةلم تكشف إيران عن محتوى رسالة ترامب، وأولى الردود الإيرانية جاءت على لسان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي قال: "على واشنطن رفع العقوبات ولن ندخل بمفاوضات مباشرة إلا من موقع متكافئ من دون ضغوط وتهديدات"، مضيفاً أنه "إذا تفاوضنا تحت الضغط الأقصى فسنكون قد تفاوضنا من موقع ضعف ولن نحقق أي مكاسب. كما يجب إثبات أن سياسة الضغط الأقصى ليست فعالة، عندها يمكننا التفاوض من موقع متكافئ".وتطرق عراقجي إلى دور أوروبا، قائلاً إن الأوروبيين لعبوا دور الوسيط الجيد خلال المفاوضات السابقة ويمكنهم فعل ذلك الآن.ويقصد عراقجي أن يلعب الأوروبيون الدور نفسه الذي لعبوه في عهد الرئيس السابق جو بايدن، أي نقل الرسائل بين المفاوضين الإيرانيين والأميركيين الجالسين في غرف على بعد عشرات الأمتار، بفندق أو فندقين قريبين في العاصمة العمانية، حتى يصدق عليه التفاوض غير المباشر، بينما يلح ترامب على التفاوض المباشر وإلغاء دور الوسطاء.شروط إيرانوفي السياق نفسه قال محمد طاهر رباني، سفير إيران السابق لدى الدوحة، خلال مقابلة مع "المدن" بأن القيادة الإيرانية لا تعارض فكرة التفاوض مبدئياً، ويبدو أن هناك ستة شروط لدى إيران من أجل الدخول في مفاوضات مع إدارة ترامب وهي كالآتي:1- أن یؤدی التفاوض إلى إنهاء العقوبات والضغوط الاقتصادية.2- يجب ألا تؤدي نتيجة التفاوض إلى تكثيف الضغوط وتقديم مطالب جديدة من الولايات المتحدة، خصوصاً في المجال العسكري.3- على الولايات المتحدة تقديم ضمانات فيما يتعلق بالالتزام بنتائج أي اتفاق محتمل.4- يجب إلغاء خيار الحرب مع إيران عن الطاولة.5- يجب الاعتراف بحقوق إيران النووية.6- يجب على إدارة ترامب إعادة بناء الثقة التي فقدتها مع إيران خلال فترة رئاستها السابقة.ويعلق السفير رباني على تلك الشروط بانها بناءة وأنها تنطلق من نظرة واقعية لدى القيادة الإيرانية وخالية من الاعتبارات الأيديولوجية والعاطفية.وأضاف السفير رباني أن ترامب والسلطات الأميركية قد تلقوا مسبقاً بالفعل الرد الخاص بهم، وفقط من خلال مراعاة هذه الاعتبارات الستة، يمكنهم الدخول في حوار ومفاوضات مع إيران. لذلك، لا يمكن اعتبار قضية التفاوض مع الولايات المتحدة مغلقة في هذه المرحلة، بل يمكن القول بأن المفاوضات بين الطرفين تجري حالياً على أعلى مستويات.