أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" يوم أمس الخميس، إن محافظ اللاذقية قام بزيارة السيدة السورية زرقة سباهية التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعد الفيديو الذي ظهرت فيه بمواجهة من قتل ولديها وحفيدها في منطقة الساحل التي شهدت انتهاكات جسيمة بحق المدنيين خلال الأيام الماضية.
ووفق "سانا" فإن محافظ اللاذقية محمد عثمان قدم العزاء إلى الأم المكلومة برفقة عضو اللجنة العليا للسلم الأهلي ومدير المكتب السياسي في المحافظة.
وعبّر عثمان عن تعازيه العميقة، وأكد التزام الحكومة بمحاكمة المسؤولين عن الجرائم التي وقعت، وتقديم الدعم الكامل لأسر الضحايا، مع ضمان ألا تتكرر مثل هذه الحوادث المؤلمة في المستقبل.
من جانبه، شدد عضو اللجنة العليا للسلم الأهلي حسن صوفان على الجهود المستمرة الرامية لتعزيز السلم الأهلي في المنطقة، مؤكدا أن هذه المرحلة تتطلب تكاتف الجميع للعمل من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها في المنطقة.
وأضاف صوفان أن المحافظة تواصل جهودها لإعادة الاستقرار وبناء الثقة بين جميع فئات المجتمع.
وروت ابنة السيدة سباهية تفاصيل ما حدث للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قائلة إن عناصر مكشوفة الوجه وأخرى ملثمة يرتدون زيا عسكريا اقتحموا منزل العائلة في قرية قبو العوامية بريف اللاذقية، وقاموا بتفجير أقفال المنزل بالقنابل، قبل أن ينهبوا محتوياته ويجبروا الشباب الثلاثة على الخروج.
وأضافت، "سألهم المسلحون، أنتم علوية؟ لا تهمهم الإجابة، بكل الأحوال سوف تقتلون، قالوها ثم أطلقوا النار عليهم، رغم تأكيدهم أن الشبان مدنيون".
وتابعت، "رفض القتلة حتى منح الأم كرامة الدفن، فبقيت الجثث ملقاة خلف المنزل لمدة أربعة أيام، تحت حراسة سباهية نفسها التي لم تغادر المكان، رغم كل التهديد والتنكيل، وذلك خوفا من أن تحرق القوات الأمنية الجثامين فتفقد آخر الآمال بدفنهم".
وأشارت إلى أن بعض الجناة ما زالوا يقيمون في منزل مقابل لهم، بعد أن سُلب من أصحابه الذين فروا من مصير مشابه.
وأثار الفيديو غضبا واسعا، لاسيما أن المسلحين، الذين لم تثبت هويتهم حتى اللحظة توجهوا للأم التي تنتمي لمنطقة الساحل ذات الغالبية العلوية بعبارات طائفية.
وتسببت أحداث العنف التي وقعت في منطقة الساحل السوري في صدمة محلية ودولية، حيث أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط مئات القتلى في عمليات وصفت بأنها الأعنف منذ سنوات.
وكان فيديو لهذه السيدة التي فقدت ولديها كنان وسهيل ريحان، وحفيدها، وراحت تحرس جثثهم بانتظار دفنها، انتشر كالنار في الهشيم بين السوريين خلال اليومين الماضيين. لاسيما بعدما راح أحد الأشخاص يصورها، ويسخر منها، موجها لها عبارات طائفية. إذ قال لها "أنتم غدارون، أعطيناكم الأمان، لكنكم غدرتم بنا"، في إشارة إلى استهداف "فلول النظام السابق" عناصر من قوات الأمن.
لتكتف الأم المصدومة بالرد بعبارة يتيمة "فشرتوا".
وكانت محافظات الساحل السوري شهدت مواجهات عنيفة بين "مسلحين موالين لنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد" وبين القوات الأمنية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1000 من الطرفين فضلا عن مدنيين.
في حين أعلن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول بعض الانتهاكات التي حصلت في الساحل ذات الأغلبية العلوية.
كما توعد بملاحقة "الفلول" ومحاسبة كل من ارتكب جريمة أو انتهاكاً بحق المدنيين.