عبّر وفد يضم نحو ستين رجل دين من الدروز السوريين، خط الهدنة في مرتفعات الجولان المحتلة، إلى إسرائيل اليوم الجمعة، وفق ما أفاد مراسلو "فرانس برس"، في أول زيارة من نوعها منذ عام 1948.
وعبر الوفد في ثلاث حافلات رافقتها مركبات عسكرية إسرائيلية، إلى بلدة مجدل شمس في الجولان السوري، وتوجه شمالاً لزيارة مقام ديني ولقاء الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، وفق مصدر مقرب من الوفد.واستنكر أهالي قرية حضر في الجولان السوري، زيارة الوفد، وقالوا في بيان، إن "إسرائيل تستغل زيارة دينية لزرع الانقسام في الصف الوطني"، وأنها "تسعى لاستخدام الطائفة الدرزية خطاً دفاعياً لتحقيق مصالحها التوسعية. دعوة موفق طريفوجاءت الزيارة تلبية لدعوة وجهها الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل الشيخ موفق طريف، وتتخللها زيارة مقام ديني، ما أثار انتقادات عدد من الدروز، لا سيما أنها تأتي بعد تصريحات اسرائيلية تعهدت بحماية دروز سوريا.وفي وقت سابق الجمعة، تجمع نحو ستين رجل دين درزي عند أطراف قرية حضر، الواقعة في المنطقة العازلة التي تحتل اسرائيل القسم الأكبر منها، على مرأى من الجنود الإسرائيليين المتمركزين في نقاط مستحدثة في أطراف القرية.وقال مصدر مواكب للزيارة لوكالة "فرانس برس"، إن الجيش الإسرائيلي منع الوفد من حمل هواتف خلوية معهم أو اقتراب الصحافيين منهم أثناء تجمعهم.وتتخلل الزيارة، وفق ما أفاد مصدر مقرب من الوفد، زيارة مقام النبي شعيب الذي له مكانة خاصة عند الدروز، عصر اليوم، كما يشارك الوفد صباح غد السبت، في افتتاح مقر ديني في قرية البقيعة في شمال اسرائيل، بحسب برنامج الدعوة الموجّه من طريف.ويتوزّع الدروز بين لبنان وإسرائيل والجولان المحتل وسوريا، حيث تشكل محافظة السويداء (جنوب) المجاورة للقنيطرة معقلهم الرئيسي.ومنذ اندلاع الثورة في سوريا عام 2011، تمكن الدروز الى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعيات الحرب. فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة.وتخلف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الاجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعاً عن مناطقهم فقط، بينما غضّت دمشق النظر عنهم.وأثارت تصريحات اسرائيلية مؤخراً بلبلة في سوريا، بعدما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مطلع الشهر الحالي إنه "إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه"، وذلك إثر اشتباكات محدودة في مدينة جرمانا الواقعة في ضاحية دمشق والتي يقطنها دروز ومسيحييون.وأبدى قادة ومرجعيات دينية درزية رفضهم للتصريحات الإسرائيلية. وأكدوا تمسكهم بوحدة سوريا، وهو ما أكده الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بدعوته المجتمع الدولي الى الضغط على إسرائيل للانسحاب "الفوري" من مناطق توغلت فيها في جنوب سوريا، عقب إطاحة الرئيس المخلوع بشار الأسد.وتجري حالياً محادثات بين ممثلين عن الطائفة الدرزية والإدارة الجديدة في سوريا للتوصل إلى اتفاق يضمن دمج فصائلهم المسلحة في وزارة الدفاع السورية.