""تشكّل جديدة المتن مركز قضاء المتن الشمالي وأحد مراكز ثقلها الانتخابي النيابي. لذا، تحمل الانتخابات البلديّة فيها أهميّةً قصوى، علماً أنّ مجلسها البلدي يضمّ 21 عضواً يتوزّعون على الشكل الآتي: خمسة أعضاء للجديدة، تسعة للبوشرية، وسبعة لسدّ البوشرية.في 27 نيسان 2023، حلّ وزير الداخلية المجلس البلدي المنتخب عام 2016، وكلّف محافظ جبل لبنان القيام بأعمال المجلس المنحلّ بعد استقالة 11 عضواً اعترضوا على قرارات ومسار الرئيس السابق أنطوان جبارة.وأتت الاستقالات نتيجة ائتلاف ضمّ القوات اللبنانية والكتائب والتيار الوطني الحر والنائب ابراهيم كنعان والياس المر. وهذا الائتلاف لا يزال قائماً حتى الآن، باستنثاء "التيّار" الذي لم يعد يضمّ أكثرية الحالة العونية في البلدة، بعد استقالة كنعان.ووفق ما تظهره الأجواء على الأرض، فالتيار يعاني من تململ و انقسام في قواعده نتيجة لعوامل عدّة، منها تأييد شريحة واسعة من العائلات والانصار ابن البلدة النائب ابراهيم كنعان، و تعارض الخيارات التي تنتهجها قيادته الحاليّة مع مبادئه والمسار التاريخي لقواعده ولأبناء المنطقة. وأُضيف أخيراً عاملٌ جديد هو دعم التيّار جان أبو جودة لرئاسة البلديّة، وهو شخصيّة ارتبط اسمها بالسماح بالتمدّد الشيعي في منطقة الرويسات، على عقاراتٍ يملك بعضها أبو جودة نفسه.أما المرّ، فلا موقف نهائياً له بعد. إذ أن قاعدته غير منسجمة أيضاً بالتحالف مع التيار ولا مع دعم أبو جودة، على غرار ما يحصل في انطلياس وبسكنتا والمنصورية وغيرها من القرى والبلدات المتنية.أما ائتلاف العائلات والأحزاب وكنعان، فلا يزال ينتظر محاولات التوافق التي يقوم بها كنعان بين أكثر من طرف وفعالية في المنطقة على شخصية مستقلة ومقبولة من أبناء البلدة والأحزاب، تتمكن خلال ولايتها من اخراج البلدية من قمقم المحاصصة والمصالح الشخصية والحزبية التي عانت منها البلديّة طيلة أكثر من ٢٠ عاماً.وحتى الساعة، لا يحظى المرشحون الذين تتردد اسماؤهم، أي سيزار أنطوان جبارة وأوغست قيصر باخوس وجان ابو جودة وإيلي مسعود، بدعم الائتلاف، لاسيما أن على بعضهم تحفظات كبيرة من أبناء المنطقة تعود إلى المسؤولية الحكومية لاستحداث مطمر النفايات ضمن النطاق البلدي، وصفقات عقارية تضمنت بيع مساحات شاسعة لغرباء وفواتير ومناقصات وهمية استفاد منها مقربون ضجت بها المنطقة والمتن في حينه. ناهيك عن أداء بعض من كانوا في المجالس البلديّة السابقة التي فاحت منها رائحة الفساد، ما يحتّم البحث عن وجوهٍ جديدة تجمع بين الكفاءة والشفافيّة.وبالتالي، يخضع مشهد البلدية الأكبر في المتن الشمالي لمزيد من الاتصالات والمشاورات لحسم الصورة، بما يشكّل مظلّة سياسية وعائلية تنقل البلدية الى مرحلة من الانتاجية والإنماء ينتظرها أبناء المنطقة منذ عقود.