كشف موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي أن واشنطن أبلغت إسرائيل مسبقًا بنيّتها شن ضربات عسكرية واسعة ضد الحوثيين في اليمن، وذلك في أعقاب هجمات الجماعة المتكررة على حركة الشحن في البحر الأحمر.
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله إن "تم إخطار إسرائيل بالضربات قبل تنفيذها"، في إشارة إلى التنسيق الأمني الوثيق بين الجانبين.
وتعد هذه العملية العسكرية الأكبر التي تشنها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه في كانون الثاني، في ظل تصعيد أميركي متزايد للضغط على إيران، التي تعد الداعم الرئيسي للحوثيين.
وفي تصريحات حادة، حذّر ترامب الحوثيين قائلاً: "إن لم تتوقفوا عن شن الهجمات، فستشهدون جحيمًا لم تروا مثله من قبل".
كما وجه الرئيس الأميركي تحذيرًا شديد اللهجة إلى طهران، متوعدًا إياها بعواقب وخيمة في حال واصلت دعم الحوثيين، قائلاً: "إذا هددت إيران الولايات المتحدة، فسنحملها المسؤولية الكاملة، ولن نكون لطفاء في هذا الشأن!".
أفادت مصادر طبية مقربة من الحوثيين، صباح الأحد، أن الغارات الأميركية أسفرت عن مقتل 31 مدنيًا وإصابة 101 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.
وفي المقابل، قال البنتاغون إن الضربات تستهدف منشآت عسكرية ومخازن أسلحة للحوثيين، مشددًا على أن العمليات الأميركية تهدف إلى حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
ووصفت جماعة الحوثي الهجمات الأميركية بأنها "جريمة حرب"، مشيرةً إلى أن القصف امتد أيضًا إلى محافظة صعدة في شمال اليمن، حيث استهدفت إحدى الغارات محطة كهرباء في بلدة ضحيان، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة.
أفاد سكان في صنعاء بأن الضربات استهدفت مبنى في أحد معاقل الحوثيين، فيما قال أحد السكان، ويدعى عبد الله يحيى، لوكالة رويترز: "الانفجارات كانت عنيفة جدًا، هزّت الحي كما لو كانت زلزالًا، وروّعت النساء والأطفال".
تأتي الضربات الأميركية ردًا على تصعيد الحوثيين لهجماتهم على حركة الشحن الدولية، حيث شنوا منذ تشرين الثاني 2023 أكثر من 100 هجوم على السفن في البحر الأحمر، قائلين إنها تأتي "تضامنًا مع الفلسطينيين" في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
من جانبه، أكد البنتاغون أن الحوثيين هاجموا السفن الحربية الأميركية 174 مرة، واستهدفوا السفن التجارية 145 مرة منذ 2023، في تصعيد غير مسبوق يهدد أمن الملاحة الدولية.
وبالتوازي مع تزايد الضغط العسكري والدبلوماسي على إيران، شهدت القوى الحليفة لطهران تراجعًا ملحوظًا، حيث تعاني حماس وحزب الله اللبناني من الضغوط المتزايدة، فضلًا عن الإطاحة بنظام بشار الأسد، الذي كان أحد أبرز حلفاء طهران في المنطقة.