تضاءلت فرص أستراليا في الحصول على إعفاء من الرسوم الجمركية الأمريكية على الصلب والألمنيوم، حيث أكد الرئيس الأمريكي مجددًا التزامه بفرض نظام جمركي شامل، معتبرًا أنه سيكون “أعظم إنجاز قمنا به كدولة”.

وقال دونالد ترامب للصحفيين على متن طائرة الرئاسة أثناء عودته من فلوريدا إلى واشنطن: “سنحصل على مئات المليارات من الدولارات من الرسوم الجمركية، وسنصبح أثرياء جدًا لدرجة أننا لن نعرف أين ننفق كل هذه الأموال”. وأضاف: “نحن ببساطة سنستعيد الكثير من الأموال التي قدمناها على مدار عقود طويلة”.

تصريحات ترامب أكدت ما قاله كل من وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك ومدير المجلس الاقتصادي الوطني كيفن هاسيت، حيث شددا على أن الرسوم الجمركية ستُفرض اعتبارًا من 12 مارس كما هو مخطط، دون منح أي استثناءات.

ورغم جهود أستراليا المكثفة لاستثنائها من هذه الرسوم، مستندة إلى كونها حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة ولديها عجز تجاري كبير معها، إلا أن البيت الأبيض بدا متصلبًا في موقفه، مما يقلل فرص حصول أستراليا على إعفاء كما حدث خلال ولاية ترامب الأولى في عام 2018، عندما تمكن رئيس الوزراء آنذاك، مالكولم تورنبول، من انتزاع استثناء مؤقت.

إلا أن تورنبول هذه المرة أثار غضب ترامب بدلاً من التأثير في قراره، حيث وصفه الرئيس الأمريكي بأنه “زعيم ضعيف وغير فعال” لا يدرك التهديد الذي تمثله الصين، مضيفًا أن الشعب الأسترالي رفضه.

وجاءت تصريحات ترامب كرد فعل على مقابلة أجراها تورنبول مع “بلومبرغ”، حيث قال إن “فوضوية ترامب وتناقضه ستخدم مصالح الصين وتضر بالولايات المتحدة”. وأضاف: “الرئيس الصيني شي جين بينغ سيحرص على أن يكون النقيض التام لترامب: حيث يكون ترامب فوضويًا، سيكون شي ثابتًا. وحيث يكون ترامب فظًا ومسيئًا، سيكون شي محترمًا. وحيث يكون ترامب متقلبًا، سيكون شي متسقًا”.

وأشار تورنبول إلى أن الدول التي تجد نفسها مضطرة للاختيار بين الصين وترامب، قد تجد الصين خيارًا أكثر جاذبية.

ومنذ هجوم ترامب عليه، واصل تورنبول تصريحاته، مؤكدًا في عدة مقابلات أن “التملق أمام ترامب والسعي لاسترضائه هو تصرف سخيف”، مضيفًا: “الواقع هو أنه سواء كان ذلك في العلاقات الدولية أو في ساحة المدرسة، فإن التودد للمتنمرين لا يؤدي إلا إلى المزيد من التنمر”.