شنت إسرائيل، فجر اليوم الثلاثاء، غارات جوية واسعة على قطاع غزة بعد انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني الماضي، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل وجرح المئات من المدنيين.
وأعلن المكتب الإعلامي في غزة أن أكثر من 200 مدني سقطوا نتيجة القصف الإسرائيلي الذي استهدف مناطق وسط وشمال وجنوب القطاع. من جهته، أفاد الدفاع المدني في غزة بأن 220 فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية المكثفة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، لوكالة فرانس برس: "أكثر من 220 قتيلاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، نُقلوا إلى المستشفيات"، وأضاف أن إسرائيل نفذت أكثر من 200 غارة جوية وقصفاً مدفعياً عنيفاً.
وفي سياق متصل، أفادت قناة "العربية" بمقتل نحو 250 شخصاً كحصيلة أولية، مشيرة إلى أن القصف الإسرائيلي طال خيام النازحين في بعض المناطق. وقال شهود عيان أن القصف تركز على شمال ووسط القطاع، حيث سُمع دوي انفجارات متتالية، بينما تواجه فرق الإسعاف والدفاع المدني صعوبة في الوصول إلى المناطق المستهدفة بسبب كثافة الهجمات.
من جانبه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن القوات الإسرائيلية "عادت إلى القتال في غزة بسبب رفض حماس إطلاق سراح الرهائن وتهديداتها بإلحاق الأذى بجنود الجيش الإسرائيلي".
وقال في بيان: "إذا لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن، فإن أبواب الجحيم ستفتح في غزة، وسيواجه مقاتلو حماس قوات لم يعرفوها من قبل"، كما أكد أن الغارات لن تتوقف حتى يعود جميع الأسرى وتحقق الحرب جميع أهدافها.
على الجانب الآخر، أكد مسؤول إسرائيلي أن الهجوم الواسع النطاق سيستمر "ما لزم الأمر"، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي شن سلسلة ضربات استباقية استهدفت قادة عسكريين من الرتب المتوسطة، ومسؤولين قياديين في حماس، بالإضافة إلى بنية تحتية تابعة للحركة. وقال المسؤول أن هذه العملية "ستستمر وستتوسع لأكثر من ضربات جوية".
من جهة أخرى، حملت حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وحكومته المسؤولية الكاملة عن تداعيات الغارات الجوية على القطاع. كما اعتبرت في بيان لها أن إسرائيل "انقلبت على اتفاق وقف إطلاق النار وعرّضت الأسرى الإسرائيليين في غزة إلى مصير مجهول".
وجاء هذا التصعيد بعد فشل المفاوضات الأخيرة التي جرت بين الوسطاء (مصر وقطر وأميركا) وحركة حماس وإسرائيل في الدوحة والقاهرة خلال الأيام الماضية، والتي لم تفض إلى تمديد اتفاق وقف إطلاق النار أو الانتقال إلى مرحلته الثانية.
يُذكر أن الحرب التي اندلعت في السابع من تشرين الأول 2023 إثر الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة، أسفرت عن مقتل نحو 48 ألف فلسطيني، جلهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى نزوح مئات الآلاف بشكل متكرر. كما تفاقمت مستويات الجوع في غزة نتيجة منع إسرائيل دخول شاحنات المساعدات عبر معبر رفح لأشهر طويلة.