""يكشف الخبير الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، عن أسباب اندلاع الإشتباكات "الحدودية" مع سوريا في منطقة البقاع الشمالي، مشيراً إلى أنها بدأت بحادثٍ فردي، باعتداء عمال سوريين على صاحب مزرعة على بحيرة زيتا لناحية سوريا، نتيجة خلاف شخصي. ويقول العميد ملاعب في حديث ل""، إن هذا الخلاف الشخصي، تطور بعد عودة المُعتدى عليه إلى بلدة القصر الحدودية، حيث قام عدد من اللبنانيين المهجرين من قرى سورية بعد سقوط نظام الأسد، باستقدام جنود سوريين، وبإطلاق النار والإشتباك مع الجانب السوري.ومن الناحية العملية للإشتباكات على امتداد المنطقة المتداخلة في البقاع الشمالي، يوضح ملاعب أن "حزب الله ينفي أي دور له فيها، إنما عناصر الحزب هم من أبناء المنطقة ويملكون السلاح، وبالتالي، فإن العناصر الذين قاموا بإطلاق النار قد يكونون من الحزب، ولكن تحركوا بشكل فردي ربما".ومقابل ردة الفعل السورية السريعة و"العنيفة" عبر استقدام تعزيزات وقوى إضافية إلى الحدود والقصف باتجاه الأراضي اللبنانية، يشير ملاعب، إلى "ردة الفعل اللبنانية من خلال إطلاق صواريخ كورنيت وآربي جي بشكل مباشر ضد آليات الجيش السوري، والذي تسبّب بإصابة عدد كبير من الآليات، ودفع بالجيش السوري إلى زيادة التعزيزات إلى الحدود وبالردّ على الأراضي اللبنانية، ما أدى هنا إلى تدخل الجيش اللبناني".وعن الوضع الناشىء وسبل معالجته، لا يُخفي ملاعب وجود "خشية لدى الإدارة الجديدة في سوريا من دور لحزب الله في أحداث الساحل السوري، لأنه في تلك الأحداث، لم تكن قوات النظام الجديد هي التي بدأت بإطلاق النار، بل من سيطر على ثكنة جبلة وقتل عناصر الأمن التابعين لها، هو الذي بدأ الهجوم وقامت القوات السورية بالرد الإنتقامي القاسي على الهجوم".ويلفت ملاعب إلى "اعتقاد الإدارة السورية بأن هناك دعماً خارجياً لمن تسبّب بأحداث الساحل، وقد يكون الحزب أو طرفاً خارجياً آخراً".وبرأي العميد ملاعب، فإن "المشكلة الأساسية، تكمن في أن الإدارة السورية تعتبر أنه طالما أن هناك منطقة فيها أسلحة وذخائر لحزب الله الذي قاتل مع النظام السابق، فهناك احتمال قائم بأن الحزب جاهز ليكون أداة لدى النظام السابق". ومن ضمن هذا السياق، يشير ملاعب إلى جانبٍ آخر لهذه التطورات العسكرية، ويقول إنه "عندما يعتبر نتنياهو أنه يجب اجتماع 4 دول لبحث مستقبل سوريا، وطالما أنه بدأ في جنوب سوريا بالتحريض تحت عنوان حماية دروز سوريا، فهو يفجّر الوضع لدى العلويين لتبرير ذرائعه بالنسبة للأقليات، كما أن قسد التي أنجزت تسوية مع النظام الجديد، استنكرت لاحقاً مضمون وثيقتها السياسية". وبالتالي، يؤكد ملاعب أن "إسرائيل معنيّة ببقاء السلسلة الشرقية تحت المشاكل حتى الوصول لأن يشمل القرار 1701 هذه المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا أيضاً، كما بينها وبين لبنان، ولذا، فإن الهدف الإسرائيلي قد يكون تفعيل استراتيجية المعركة بين القصف والحروب في هذه المنطقة، حتى يقوم مجلس الأمن بتوسيع مهام اليونيفيل لتشمل حدود لبنان سوريا".