استأنفت الولايات المتحدة غاراتها الجوية على مواقع تابعة لجماعة الحوثي في اليمن مساء أمس الإثنين، مستهدفة منشآت عسكرية ومخازن أسلحة ومواقع تدريب، وفق ما أعلنه مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة بالبنتاغون، الفريق أول أليكسس جرينكويش. وأشار إلى أن القصف طال أيضًا "مجمعًا يتواجد فيه العديد من كبار خبراء الطائرات المسيّرة".
في المقابل، أعلن الحوثيون فجر اليوم الثلاثاء تنفيذ هجوم ثالث خلال 48 ساعة على حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري ترومان" في البحر الأحمر.
في ظل تصاعد الضربات الأميركية، كشفت مصادر مطلعة عن مغادرة كبار مسؤولي الحوثيين العاصمة صنعاء، تحسبًا لمزيد من الغارات. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أحد المصادر أن حافلات ذات نوافذ مظللة نقلت عائلات بعض القادة الحوثيين من حي الجراف في صنعاء إلى مناطق جبلية أكثر أمانًا شمالًا، بينما توارى قادة آخرون عن الأنظار داخل العاصمة.
شنّت الولايات المتحدة ضربات جوية جديدة استهدفت مواقع للحوثيين، أبرزها في صنعاء والحديدة. وطالت الغارات مديرية باجل في الحديدة، إضافة إلى مصنع للصلب في منطقة الصليف، ومنطقة جبل صرف في مديرية بني حشيش وشارع الستين الشمالي في صنعاء.
تأتي هذه التطورات في أعقاب إعلان الحوثيين استمرار استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب، حتى يتم "إعادة فتح المعابر" وإدخال المساعدات إلى غزة. وردًا على ذلك، كثّفت الولايات المتحدة غاراتها على مواقع الحوثيين، مهددة بمزيد من الضربات.
كما وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحذيرًا إلى إيران، مؤكدًا أنها "ستتحمل المسؤولية عن أي هجمات حوثية أخرى، وستواجه عواقب وخيمة".
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في غزة في السابع من تشرين الأول 2023، شنّ الحوثيون مئات الهجمات على سفن قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل، مستهدفين خطوط التجارة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن. وعلى الرغم من تعليق تلك العمليات خلال الهدنة التي بدأت في 19 كانون الثاني الماضي، استأنفت الجماعة هجماتها في الأيام الأخيرة.
وفي هذا السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية شون بارنيل أن الحوثيين هاجموا "سفنًا حربية أميركية 174 مرة، وسفنًا تجارية 145 مرة منذ العام 2023"، ما يزيد من احتمالات تصعيد عسكري واسع النطاق في المنطقة.