بعد مرور 100 يوم على سقوط نظام بشار الأسد، لا تزال سوريا تتلمس طريقها في مرحلة مليئة بالتحديات السياسية والأمنية، حيث تواجه تحديات معقدة على مختلف الأصعدة. ورغم التفاؤل الذي ساد في بداية المرحلة الانتقالية، إلا أن الواقع على الأرض كشف عن صعوبة في تحقيق الاستقرار وتجاوز الأزمات.
ومع بداية التغيير، كان مؤتمر "النصر" المحطة الأولى لوضع الأسس للنظام الجديد في البلاد، حيث شهد المؤتمر إعلان تعيين أحمد الشرع رئيسًا مؤقتًا، بينما بدأت خطوات إعادة هيكلة وزارة الدفاع، وبدأ الجيش السوري في إعادة تنظيم صفوفه في محاولة لاستعادة بعض من تماسكه السابق.
وصدر مؤخرًا إعلان دستوري جديد، لكن لم تخل هذه الخطوة من معارضة داخلية وخارجية طالبت بتوسيع العملية السياسية لتكون أكثر شمولية.
وفي خطوة لافتة، تم توقيع اتفاق بين أحمد الشرع وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ما يعكس رغبة في التعاون الأمني المشترك. ورغم ذلك، تظل الخلافات بشأن الحكم الذاتي والتمثيل السياسي مصدر قلق للعديد من الأطراف.
وفيما يتعلق بالجانب الدبلوماسي، شهدت سوريا خلال هذه الفترة زيارات عربية ودولية مكثفة، تعكس رغبة في إعادة دمج البلاد في النظام الإقليمي والدولي.
ومع الحديث عن رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق، تبقى مسألة تعافي سوريا الكامل بعيدة المنال في ظل الوضع الأمني المعقد.
وفي الجنوب السوري، شهدت المنطقة توغلاً إسرائيليًا محدودًا، ما يشير إلى استمرار حالة عدم الاستقرار في تلك المناطق. ورغم الأوضاع الأمنية الهادئة نسبيًا، تظل التحركات الإسرائيلية بمثابة مؤشر على استمرار التوترات.
أما في الساحل السوري، فقد شهدت المنطقة تصاعدًا في العمليات المسلحة والمواجهات، مما أضاف ضغوطًا على الحكومة الانتقالية، حيث قوبلت هذه الأحداث بتنديد دولي، خاصة فيما يتعلق بالعمليات الانتقامية التي صاحبت محاولات ضبط الأمن في المنطقة.
من جانب آخر، استمرت أزمة الدروز مع الحكومة الجديدة، حيث تصاعدت المخاوف من تهميش دورهم في المرحلة المقبلة واستئثار طرف معين بالسلطة. وقد شهدت العلاقة بين الدروز والنظام الجديد توترًا.
ويتوقع أن تستمر هذه الأزمة في ظل التلويح الإسرائيلي بتقديم الحماية للدروز ومنع الإدارة الجديدة من التقدم في عمق الجنوب السوري.