""تشي التطورات الأمنية المتلاحقة في الساحات التي كانت موحّدة تحت كنف إيران، في غزة وإيران، بتصاعد المخاوف من انسحاب التصعيد على الساحة اللبنانية ومن عودة الحرب، رغم أن الضربات الإسرائيلية لم تتوقف يوماً منذ إعلان وقف إطلاق النار وتوقيع الإتفاق "الغامض". وعليه، فإن المقاربة الواقعية للمعادلات الأمنية الحالية في الجنوب، يبدو جلياً أن إسرائيل تربط عودة الحياة إلى قرى الحافة الحدودية بمسألة عودة المستوطنين إلى المنطقة الشمالية، والمقرّرة وفق جدول زمني في نهاية شهر آذار الجاري.وتشير الخلاصات الأولية لمسار الأوضاع الميدانية، إلى أن "هذه العودة ما زالت معلّقة بسبب رفض المستوطنين أن يعودوا نتيجة عدم شعورهم بالأمان، حيث أن الإعلام الإسرائيلي يفيد بأن أعداداً ضئيلة جداً من المستوطنين موجودة اليوم في المستوطنات الشمالية". ومن هنا، فإن مصادر سياسية على تماس مع المشهد الجنوبي، تقول ل""، إن بنيامين نتنياهو، بات يربط عودة أهالي قرى الحافة وإعمار الجنوب، بعودة المستوطنين إلى الشمال، ولذلك، فهو يواصل الضغط على "حزب الله" عسكرياً عبر الضربات وعمليات الإغتيال، في سياق فرض أمرٍ واقع يضع فيه سلاح الحزب شمال وجنوب الليطاني، مقابل وقف انتهاكات وقف النار وعودة الجنوبيين إلى قراهم.أما المسألة الأخرى التي تلاحظها المصادر، فهي تتركز في استخدام الضغط السياسي بالأمن، عبر الإستهدافات التي باتت يومية، والتي نتجت عن اعتبار الإسرائيلي بأنه انتصر في الحرب وبات بموقع فرض الشروط على الآخرين، في ظل التغيير في التكتيك المعتمد من قبل "حزب الله"، في ظل ضعف قدراته الحالية والتي فرضت عليه طريقة إدارة مختلفة للعمليات، علماً أن نتنياهو يشمل منطقتي شمال وجنوب الليطاني باتفاق وقف النار.وبناءً على ما تقدم، تستبعد المصادر أي تصعيد إسرائيلي ضد لبنان، كون "الإسرائيلي مقتنع بأنه يستطيع ضرب لبنان وفرض الشروط عليه والضغط باتجاه أمر واقع أمني وحدودي، ولكن لن يذهب باتجاه التصعيد الواسع أو العودة إلى الحرب، لاستحالة تحقيق أي أهداف جديدة باستثناء تدمير المزيد من المباني والمنازل وليس أكثر، بينما بالمقابل فهو يعمل حالياً على ترك عناصر الحزب يتحركون في الجنوب من أجل مراقبتهم ومتابعتهم ورفع احتمالات توجيه الضربات ضدهم كما هي الحال راهناً".وعلى هذا الأساس، فإن المشهد في الجنوب لن يخضع لأي تغيير في المدى الزمني المنظور رغم كل التهديدات الإسرائيلية، حيث تجزم المصادر، أن "ما من معادلات جديدة" لأن "حزب الله" يعتبر أن القواعد والمعادلات السابقة قد سقطت كلها، وهو في حالة التعافي، والحاجة خلال المرحلة الإنتقالية، هي إلى الردع حتى خلق معادلات جديدة.بالتوازي، لا يمكن إغفال تركيز الحزب وبنسبة كبيرة على الحدود الشرقية مع سوريا، من دون أن يعني هذا الأمر أنه نائم على الجبهة الجنوبية، حيث تقتصر مهامه على الإستطلاع فقط وليس الإشتباك، وهو ما بدا واضحاً منذ يومين في الحديث الإسرائيلي حول غارة سحمر عن "اغتيال مراقبين".