""رأى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، العميد الركن الدكتور هشام جابر، أن "لبنان يتعرّض باستمرار للعدوان الإسرائيلي، ولا يزال الاحتلال موجوداً داخل أراضيه بدعم أميركي، إلا أن الأكيد أن أميركا لا تريد إشعال حرب كبيرة مع لبنان".وفي حديث إلى ""، قال جابر: "أميركا تدعم إسرائيل، واستمرار الاحتلال ليس هدفاً عسكرياً، إنما هدفه سياسي. فبقاؤها أولاً في جنوب لبنان، بالتلال الخمس، لم يعد له قيمة عسكرية، خصوصاً مع وجود إسرائيل في جبل الشيخ ومع توفر الطائرات المسيّرة والأقمار الصناعية التي تخدمها. لذلك، لا أعتقد أن هذا السبب يستوجب بقاءها في الأراضي اللبنانية".وأضاف: "العدوان الإسرائيلي مستمر من خلال استهدافاته اليومية للمناطق اللبنانية"، مشدّداً على أن "أميركا تدعم إسرائيل لأهداف سياسية، إذ تريد من لبنان نزع سلاح حزب الله بأقصى سرعة ممكنة، وقد حددوا لذلك أسابيع، لكن هذا أمر غير قابل للتنفيذ إطلاقاً. فهذه المسألة لا يمكن أن تُحسم إلا ضمن استراتيجية دفاعية وطنية تحتاج إلى الوقت، وعندها يمكن لحزب الله أن ينضم إليها، مما يؤدي إلى حل المشكلة".وتابع: "أميركا تريد من لبنان توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل، وهذه قضية كبيرة، لكنها لن تحدث تحت الضغط الأميركي. وعلى واشنطن أن تفهم أن لبنان متمسك بقراراته الدولية".وأشار إلى أن "العدو الإسرائيلي يحاول جرّ لبنان إلى الحرب، لكن حزب الله لا يزال متريثاً لإعطاء الفرصة للمساعي الدبلوماسية. ومع ذلك، سيبدأ بالتحرك عندما تقتضي الضرورة، لكنه لن يطلق الصواريخ، بل سيكتفي بالتحرك في جنوب الليطاني ضد الاحتلال".ولفت إلى أن "الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب شنّ عمليات عسكرية غير مسبوقة على اليمن، لكن هل سيحقق أهدافه؟ لا أعتقد ذلك. ففي حال تصاعدت العمليات العسكرية هناك وتحول البحر الأحمر إلى منطقة مواجهة، فإن العالم بأسره سيتضرر. لذلك، برأيي، يظهر ترامب قوته، لكنه في اللحظة الأخيرة سيسحب الفتيل، لأنه لا يريد حرباً مع إيران".وختم جابر بالقول: "الوضع في لبنان والجنوب سيبقى كما هو عليه، ونحن نأمل أن تؤتي الجهود الدبلوماسية ثمارها وتحقق الانسحاب الإسرائيلي. لكن في حال استمرار الاحتلال، أعتقد أنه بحلول منتصف الصيف سنشهد تحركاً عسكرياً لحزب الله في الجنوب، لكنه لن يكون بإطلاق الصواريخ، بل سيكون على شكل مقاومة ميدانية داخل الأراضي اللبنانية، كما كان الحال قبل عام 2000".