أكدّ رئيس الحكومة نواف سلام أنّ حكومته بدأت العمل على ملفات سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة شاملة، مشدّدًا على ضرورة تحريك عجلة الدولة في مختلف المناطق اللّبنانيّة، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، مرورًا بالعاصمة بيروت، الّتي وصفها بأنّها "عاصمة جامعة لكل اللبنانيين". وأوضح سلام، خلال سلسلة لقاءات عقدها اليوم في السّراي الحكومي، أنّ التركيز حاليًا ينصب على معالجة الأزمات في بيروت عبر تعزيز الأمن والسلم الأهليّ، إلى جانب العمل مع الجمعيات المدنيّة لتحسين الواقع الأمنيّ، الاجتماعيّ، والإنمائيّ في العاصمة.خطط أمنيّة وإنمائية لنهضة بيروتوفي الشأن الأمنيّ، كشف رئيس الحكومة عن إطلاق خطةٍ أمنيّة شاملة تتضمن تدابير لضبط السير وتعزيز السّلامة المروريّة، مشيرًا إلى أنّ الفترة المقبلة ستشهد تكثيفًا في نشاط القوى الأمنيّة في بيروت. كما أشار إلى وضع برنامج لدعم الجمعيات المدنية والاجتماعيّة، بهدف تحسين الظروف الصحيّة والاجتماعيّة لسكّان العاصمة. أما على المستوى الثقافيّ، فقد شدّد سلام على أهمية إعادة إحياء بيروت كمنارة ثقافية في منطقة البحر المتوسط، من خلال توفير المساحات لإقامة الفعاليات الثقافية والفنيّة، ودعم المسارح والفنون، مؤكدًا أنّ "الأسابيع المقبلة ستشهد خطوات ملموسة في هذا المجال".
وفي رسالة وجهها إلى المغتربين اللّبنانيين، شدّد سلام على دورهم الأساسيّ في دعم الاقتصاد الوطنيّ عبر استثماراتهم وقدراتهم الماليّة، مؤكدًا على أنّ الحكومة تعمل على تسهيل إجراءات الاستثمار وتحسين البيئة الإداريّة والقانونيّة، في إطار إصلاحات اقتصادية ومالية شاملة تشمل مختلف القطاعات، من الزراعة إلى الصناعة والخدمات. كما دعا المغتربين إلى المشاركة الفاعلة في الاستحقاقات السّياسيّة والانتخابيّة، معتبرًا أنّ ذلك "هو الرابط الأساسيّ في المساهمة بصناعة التغيير وتشكيل صورة المستقبل".الطائفة العلوية ومعاناة النزوحوكان سلام استقبل وفدًا من الطائفة العلويّة برئاسة الشيخ علي قدور، حيث أكدّ الأخير على أهمية الوحدة الوطنيّة في مواجهة التحديات، ورفع مطالب متعلقة بالمجلس الإسلاميّ العلويّ والطائفة العلويّة الّتي لم يتمّ الوفاء بها منذ عقود. كما تناول اللقاء قضية النزوح السّوريّ، حيث أشار قدور إلى أنّ شمال لبنان شهد تدفقًا كبيرًا للنازحين في الفترة الأخيرة، مطالبًا الحكومة بلفت انتباه المنظّمات الأمميّة إلى ضرورة التعامل معهم كما فعلت مع النازحين السّابقين. وفي لقاء آخر، بحث سلام مع مدير برنامج الأغذية العالمي في لبنان، ماثيو هولينغورث، سبل دعم سياسة الحكومة في توفير الغذاء وزيادة عدد المستفيدين من البرنامج، إلى جانب تشجيع العودة إلى القطاع الزراعي لتعزيز الأمن الغذائي. كما ناقشا دعم النازحين السوريين وأثر ذلك على الاقتصاد اللبناني.كما التقى رئيس الحكومة النائب نديم الجميل، حيث تركز البحث على القضايا الأمنيّة وانتشار الجيش على كافة الأراضي اللبنانية، إضافةً إلى مسألة نزع السلاح غير الشرعي الذي يشكل خطرًا على الاستقرار في البلاد. وأكدّ سلام على أنّ هذا الملف يسير وفق الخطة الموضوعة، نظرًا لارتباطه الوثيق بملف المساعدات الدوليّة وإعادة الإعمار. كما تمّ التطرق إلى الانتخابات البلدية في العاصمة، وأهمية ضمان المناصفة والتمثيل العادل في المجلس البلدي لبيروت.الاشتباكات الحدوديّةأمنيًّا، تابع رئيس الجمهوريّة جوزاف عون التطورات الأمنيّة عند الحدود الشماليّة - الشرقيّة، وتلقى سلسلة اتصالات من قائد الجيش العماد رودولف هيكل اطلعه فيها على الإجراءات الّتي يتخذها الجيش لإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة. وشدّد الرئيس عون على "ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار ووقف الاعتداءات وضبط الحدود على القرى المتاخمة".
وبموازاة ذلك، صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه بيان أكدّت فيه أنّه "في ظلّ الأحداث الّتي شهدتها منطقة الحدود اللّبنانيّة السّوريّة، وبعد التنسيق بين السّلطات اللّبنانيّة والسّوريّة بغية الحؤول دون تدهور الأوضاع على الحدود، بدأت الوحدات العسكريّة المنتشرة تنفيذ تدابير أمنيّة في منطقة حوش السيد علي - الهرمل، بما في ذلك تسيير دوريات، لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية". وكانت قيادة الجيش أشارت في بيان إلى أنّه "ضمن إطار مراقبة الحدود وضبطها في ظلّ الأوضاع الراهنة، والعمل على منع أعمال التسلل والتهريب، أغلقت وحدة من الجيش المعابر غير الشرعية: المطلبة في منطقة القصر – الهرمل، والفتحة والمعراوية وشحيط الحجيري في منطقة مشاريع القاع - بعلبك".