نشر تقرير من صحيفة "التايمز" البريطانية، أعده هيو توميلسون وكيت بارليت، كشف عن تحذيرات من قبل المرشح الأوفر حظًا لتولي منصب السفير الجديد لترامب في جنوب أفريقيا، بشأن إغلاق القنصلية الأميركية في جوهانسبرغ في حال تم إعادة تسمية شارع "ساندتون درايف" إلى اسم "ليلى خالد درايف".
وأوضح التقرير أن هذا التغيير الذي يدعمه البعض في جنوب أفريقيا يأتي تكريمًا للناشطة الفلسطينية ليلى خالد، التي شاركت في عملية اختطاف طائرة تابعة لشركة "ترانس وورلد" الأميركية عام 1969. واعتبر كبير محرري موقع "بريتبارت" الأميركي، جويل بولاك، أن هذا التغيير سيمثل تحديًا غير مقبول للولايات المتحدة، التي سترد بحزم إذا تم تنفيذ هذه التسمية.
تزايدت التوترات بين إدارة ترامب وحكومة جنوب أفريقيا في الآونة الأخيرة، بعد طرد السفير الجنوب أفريقي في واشنطن، إبراهيم رسول، الذي اتهمته الولايات المتحدة بالتحريض على العنصرية. كما اتهم وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، السفير بالتحريض على العنصرية، بعد تصريحات مثيرة للجدل حول إدارة ترامب.
في ظل هذا التوتر، أشار التقرير إلى أن العلاقات الأميركية-الجنوب أفريقية قد تدهورت بشكل ملحوظ منذ تولي ترامب السلطة، حيث كانت الولايات المتحدة قد جمدت مساعداتها لجنوب أفريقيا، متهمة إياها بالتمييز العنصري ضد الأفريكان البيض. وقد أيد إيلون ماسك، المقرب من ترامب، هذا القرار.
ويأتي اقتراح إعادة تسمية الشارع في جوهانسبرغ في إطار أولويات بعض المسؤولين المحليين، الذين يحظون بدعم مقاتلي الحرية الاقتصادية والجماعات الراديكالية مثل المؤتمر الوطني الأفريقي. ورغم اعتراضات الأحزاب المؤيدة للغرب والجماعات اليهودية في البلاد، إلا أن المجلس البلدي في المدينة صوت لصالح المضي قدمًا في تغيير الاسم.
وتجدر الإشارة إلى أن ليلى خالد هي إحدى الشخصيات البارزة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي معروفة بمشاركتها في عمليات اختطاف طائرات في السبعينيات. وفي عام 1969، اختطفت طائرة أميركية على أمل أن يكون السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة على متنها، لكن العملية انتهت بالفشل دون وقوع قتلى.
هذه الخطوات تشكل جزءًا من سياق أوسع من التوترات بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة، خاصة في ظل التشكيك المتزايد في سياسات جنوب أفريقيا تجاه القضايا الدولية، وخاصة في ما يتعلق بمواقفها من إسرائيل.
وفي هذا السياق، أكّد بولاك أن الخلاف بشأن تسمية الشارع يعكس بشكل أكبر خلافات أعمق تتعلق بسياسات جنوب أفريقيا الخارجية وأيديولوجيات بعض القادة السياسيين، مشيرًا إلى أن هذا التغيير يمثل خطوة جديدة نحو مواجهة حاسمة مع الولايات المتحدة.