نفت القاهرة اليوم الجمعة، بـ"شكل قاطع، المعلومات التي تمّ تداولها حول استعداداها لنقل نصف مليون فلسطيني بشكل مؤقت إلى مدينة مخصصة في شمال سيناء، كجزء من خطة إعادة إعمار قطاع غزة، فيما أعلنت الخارجية الأميركية أن أولويتها هي وقف القتال وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي لا يزال يتعرض للمزيد من الغارات الجوية وعمليات قصف أدت إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بينهم أطفال ونساء.
رفض قاطع
وكانت تقارير قد روّجت خلال الساعات الماضية، لأنباء تزعم استعداد مصر لنقل نصف مليون فلسطيني من غزة لمدينة في شمال سيناء.
وردت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، على المزاعم، بتأكيد موقف القاهرة الثابت بـ"الرفض القاطع والنهائي، لأي محاولة لتهجير الأشقاء الفلسطينيين".
وقالت الهيئة في بيان إن "مصر تنفي بصورة قاطعة وتامة، المزاعم التي تداولتها بعض وسائل الإعلام، بأنها مستعدة لنقل نصف مليون مقيم من غزة، بشكل مؤقت إلى مدينة مخصصة في شمال سيناء، كجزء من إعادة إعمار قطاع غزة"، مؤكدةً كذب تلك الادعاءات التي وصفتها بأنها "باطلة، وتتنافى جذرياً وكلياً مع موقف مصر الثابت والمبدئي، الذي أعلنته منذ الأيام الأولى لحرب الإبادة على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023".
ووفقاً للبيان، جدّدت القاهرة رفضها "القاطع والنهائي لأي محاولة لتهجير الأشقاء الفلسطينيين منها، قسرا أو طوعا، لأي مكان خارجها، وخصوصاً إلى مصر".
كما كرّرت التأكيد أن أي محاولة من شأنها تهجير أهل غزة، بمثابة "تصفية للقضية الفلسطينية، وخطر داهم على الأمن القومي المصري"، بحسب بيان الهيئة.
وأشار البيان، إلى أن هذا الموقف المصري الثابت والواضح، هو الذي قامت عليه ومن أجله الخطة اللي قدمتها مصر في قمة القاهرة العربية الطارئة الأخيرة لإعادة إعمار قطاع غزة في 4 آذار/ مارس الحالي، مذكّراً بأن الموقف المصري تجاه إعمار قطاع غزة، قائم على "عدم مغادرة شقيق فلسطيني واحد له، وهو ما وافقت عليها القمة بالإجماع".
اغتيال مسؤول استخبارات "حماس"
جاء ذلك في وقت، واصل جيش الاحتلال عدوانه على غزة، مرتكباً المزيد من عمليات القتل والتدمير في القطاع، فيما لا تزال المقاومة ترد على الاعتداءات واستهداف المستوطنات بالقذائف الصاروخية، وفي السياق، أُطلقت قذيفتان من شمال قطاع غزة نحو عسقلان، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضهما من قبل سلاح الجو، وذلك في عملية تبنتها "كتائب القسّام".
وشنّ الاحتلال غارات جوية استهدفت وسط مدينة رفح، وخانيونس، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي والشاباك اغتيال "مسؤول الاستخبارات العسكرية لحماس في جنوب القطاع".
ومنذ استئنافها الحرب في غزة، الثلاثاء الماضي، قتلت إسرائيل وأصابت ما يزيد على 1500 فلسطيني. وأعلنت مصادر طبية في غزة أنه سقوط 605 شهداء في غارات الاحتلال على القطاع منذ فجر الثلاثاء.
"أونروا" تحذّر
في غضون ذلك، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "أونروا"، إحدى أكبر الجهات التي تقدم المساعدات الغذائية في غزة، اليوم الجمعة، من أن كمية الطحين (الدقيق) التي لديها لا تكفي إلا للتوزيع خلال الأيام الستة المقبلة.
وقال سام روز، المسؤول بـ"أونروا"، للصحافيين في جنيف متحدثاً من وسط غزة: "يمكننا تمديد ذلك من خلال إعطاء الناس كميات أقل، لكننا نتحدث عن أيام وليس أسابيع". وقالت "أونروا" إن الوضع في قطاع غزة مقلق للغاية في ظل الخفض الهائل في توزيع المساعدات. ومنعت إسرائيل، في أوائل مارس/ آذار الحالي، دخول البضائع إلى القطاع، وأدت هذه الخطوة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية والوقود، ما أجبر الكثيرين على ترشيد وجباتهم.