وصل كريم سعيد إلى كرسي حاكمية مصرف لبنان بالتصويت بعد تجاذبات وسجالات لم تفض إلى التوافق على تعيينه. وبذلك يكون سعيد الحاكم السادس في تاريخ مصرف لبنان منذ تأسيسه، بعد فيليب تقلا (1963 - 1964) وإدوار نقاش (1964 - 1985) وإدمون نعيم (1985 - 1991) وميشال الخوري (1991 - 1993) ورياض سلامة (1993 - 2023) الموقوف اليوم بتهم الفساد واستغلال المال العام وتبييض الأموال.وبعد شغور في منصب الحاكمية استمر منذ نهاية شهر تموز 2023 يتولّى سعيد مهامه كحاكم للبنك المركزي وسط مخاوف من تكرار تجربة سلامة، واستمرار المصرف المركزي بسياسة التستّر على قضايا الفساد التي تورّط فيها سلامة، وساهم الحاكم بالإنابة وسيم منصوري بالتكتم حيالها أمام القضاء.
أما كريم سعيد الحاكم الجديد فقد برز اسمه إلى جانب المصارف التي تربطه معها علاقات وتقاطعات حول العديد من القضايا، لاسيما قضية الودائع، وقد نشرت "المدن" تقارير تفنّد علاقة سعيد بالقطاع المصرفي وتبنّيه لتوجهاتها، ورفضه لرفع السرية المصرفية والحلول المطروحة عبر صندوق النقد الدولي.سيرة سعيديُذكر أنّ كريم سعيد، المولود في قرطبا عام 1964، حاصلٌ على شهادة البكالوريوس في القانون من جامعة القديس يوسف في بيروت، فضلًا عن شهادة الماجستير في القانون من كليّة الحقوق في جامعة هارفارد، حيث تخصّص في قانون البنوك. وقد انطلقت مسيرته المهنيّة في بنك "أتش أس بي سي" بمنصب المدير العام للخدمات المصرفيّة الاستثماريّة.
كما أسّس سعيد شركة "غروث غايت إيكويتي بارتنرز" في الإمارات العربيّة المتّحدة، وهي شركةٌ متخصّصةٌ في إدارة الأصول البديلة، وتركّز على استثمارات الشركات الخاصّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد موّلت شركته خطة هارفارد التي تقترح حلولاً مصرفية مجحفة بحق الدولة والمودعين (راجع "المدن"). كذلك شغل سعيد منصب عضوٍ في مجلس إدارة بنك الإمارات ولبنان، الذي يرأسه فاروج نيركيزيان، المستشار المالي لرئيس الجمهوريّة.