تشهد وأصيب العشرات في غزة، اليوم الجمعة، جرّاء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع. فيما أكدت "حماس" أن المجازر الإسرائيلية الوحشية واستخدام التجويع والتعطيش سلاحاً، هما عملية إبادة جماعية مكتملة الأركان.وتأتي هذه التطورات الميدانية، في وقت ذكرت تقارير عبرية، أن الجيش وضع خططاً في إطار استئناف الحرب، مشابهة جداً لمطالب أحزاب اليمين الاستيطاني والقاضية باحتلال غزة.
غارات مكثّفةوشنّ جيش الاحتلال، اليوم الجمعة، غارات جوية وعمليات قصف مكثفة، استهدفت مناطق متفرقة، ما أدى إلى سقوط 22 شهيداً، وإصابة آخرين.وعلنت وزارة الصحة في غزة، أن 43 شهيداً و115 إصابة وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرةً إلى ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى 896 شهيداً و1984 مصاباً منذ 18 آذار/مارس الحالي.
تجويع ممنهجمن جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن جيش الاحتلال استهدف بشكل مباشر 26 تكية منذ بدء الإبادة، وهي تكيات، كانت تقدم وجبات للنازحين والجائعين، كما قصف بوحشية أكثر من 37 مركز توزيع مساعدات، لتؤكد للعالم أجمع أنها تنتهج سياسة التجويع الممنهج كأداة حرب وإبادة جماعية ضد أكثر من 2.4 مليون فلسطيني محاصرين في قطاع غزة.وأشار المكتب إلى أنه "كان من المفترض أن يدخل إلى غزة 16800 شاحنة مساعدات إنسانية، إضافة إلى 1400 شاحنة وقود (سولار وغاز طهي)، إلا أن الاحتلال منع إدخالها جميعاً، ليحكم قبضته على القطاع ويزيد من معاناة شعبنا الفلسطيني الذين يعيشون ظروفًا مأساوية غير مسبوقة".
احتلال غزةفي غضون ذلك، أفاد المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل اليوم الجمعة، بأن الجيش وضعاً خططاً لاستئناف الحرب تناسب مطالب المتطرفين، وتقضي باستدعاء الفرق العسكرية في قوات الاحتلال بشكل مكثّف، واحتلال قطاع غزة، وتقليص مساحة تجميع النازحين الفلسطينيين في منطقة المواصي الصغيرة. كما تتضمن الخطط، نشر سفن مقابل شواطئ غزة، "من أجل تشجيع سكان غزة على المغادرة تحت إطلاق النار الإسرائيلي".
وذكرت الصحيفة أن قسماً من مداولات الجيش يجري من دون مشاركة مندوبي النيابة العامة العسكرية، "كي لا تحذر من انتهاكات للقانون الدولي"، أي جرائم حرب، وقال ضابط كبير في إحدى المداولات إنه "لن يدخل أي كيس طحين" إلى القطاع في حال لم يسيطر الجيش الإسرائيلي على إمداد المساعدات الإنسانية. لكن التقرير تحدّث عن "عقبة كبيرة" في موازاة الخطط الطموحة للحكومة ورئيس أركان الجيش إيال زامير، مضيفاً "هذه ستكون المرحلة الأولى في الحرب الحالية التي لا تحظى بإجماع دعم شعبي كامل".وأضاف: "تجري مداولات حثيثة في هيئة الأركان العامة، في الأسابيع الأخيرة، حول كيفية مواجهة الظاهرة التي بدأت تتسع، بعدم امتثال عناصر الاحتياط، إثر التحفظ السياسي حيال إدارة الحرب، وإلى جانب ذلك يوجد رفض خدمة صامت، لا يرافقه تصريح سياسي واضح، لكنه موجود عميقاً في العبء غير المحتمل وفي التعامل المجحف للحكومة".وتحدّث التقرير عن وجود تخوّف في "وحدات مختارة" من عدم امتثال "فريق عناصر احتياط كامل" في الخدمة، والدافع الأبرز للتحفظات المتزايدة في أوساط عناصر الاحتياط يتعلق "بالتخوف الواضح من أن حربا متجددة تشكل خطراً على حياة المخطوفين المتبقين"، إلى جانب الغضب إثر استئناف الانقلاب لإضعاف جهاز القضاء، وتشجيع تهرّب الحريديين من الخدمة العسكرية، وتحويل ميزانيات لمصلحة مجموعات ذات مصالح، في إشارة لأحزاب الائتلاف وناخبيها.
جيش الاحتياط يتآكلونقل هرئيل عن عنصر في قوات الاحتياط يخدم في قطاع غزة، قوله إن "جيش الاحتياط يتآكل أكثر. وهذا ليس صدفة. فالحكومة ليست قادرة على أن تفسر للجمهور الذي يؤدي الخدمة العسكرية ما هو هدف الحرب". وأضاف: "ليس غريباً أن الذين يعتمرون القلنسوات حاضرون أكثر، على خلفية نسب التجنيد المنخفضة. فهذه حربهم بكل وضوح".ووفقاً لهرئيل، فإن معطيات الاستخبارات الإسرائيلية، تشير إلى أنه بين 50 ألف شهيد فلسطيني في القطاع خلال الحرب، هناك نحو 20 ألف مقاتل، وأن حجم قوات حماس الحالي نحو 20 ألف مقاتل مسلح، وهناك 10 آلاف آخرين في "حركة الجهاد الإسلامي".