كتب النائب جميل السيد عبر حسابها على منصة "اكس":

ماذا يجري؟! بموازاة الحرب الجارية في الجنوب وداخل لبنان والتي ستنعكس بنتائجها على مستقبل الوضع فيه وفي المنطقة، فلبنان اليوم أمام إستحقاقيْن مصيريّيْن مرتبطَيْن ببعضهما إلى حدّ كبير على المستوى الداخلي والخارجي، وستتحدد على أساسهما صورة لبنان وموقعه الإقليمي في المنطقة، وهذا الاستحقاقان هما، -إنتخاب رئيس للجمهورية، - والحرب الدائرة حول تطبيق القرار ١٧٠١ بما يتلاءم ومتطلّبات إسرائيل… لذلك، اليوم وفي ظل الحرب في غزة وترابط جبهة الجنوب بها، لم تعد الاولوية لإنتخاب رئيس للبنان، بل أصبحت اولوية إسرائيل ومعها أميركا، هي طرد حزب الله حتى الليطاني بالقوّة العسكرية لتطبيق القرار ١٧٠١ بما يؤمن العودة الآمنة والدائمة لمستوطني إسرائيل الى شمالها المهجَّرين منه، وعندما أقول القوّة العسكرية، فلا يعني ذلك شنّ إسرائيل حرباً تقليدية على لبنان لا تستسيغها أميركا لكنها توافق ضمناً بالمقابل لإسرائيل بممارسة حرب إحرامية تستخدم فيها مختلف الوسائل والأساليب لإستنزاف حزب الله وضرب مناطقه وسكانها عبر عمليات أمنية وإرهابية وتكنولوجية وعسكرية بما يؤدي إلى إنهاكه وخضوعه للإنسحاب شمالاً حتى الليطاني… ولكن، في علم الحروب نقول، ليس كُلّ ما يُرسَم على الخرائط يُصبح نافذاً على الأرض. وبالتالي ما تخطط له إسرائيل قد ينقلب عليها كما حصل في كل حروبها السابقة على لبنان… من جهة أخرى، ماذا عن الجبهة السياسية الداخلية وإنتخاب رئيس للجمهورية؟! الجواب بسيط، لن يكون هنالك إنتخاب رئيس ما لم ينقشع غبار المعركة ونتائجها على القرار ١٧٠١ بين إسرائيل والمقاومة، من الجنوب إلى الضاحية والبقاع، وحينها قد تكون تسوية رئاسية يسقط فيها سلاح الفيتو عن هذا المرشّح او ذاك، أو قد يُشْهِر الخارج الأميركي والأوروبي والعربي سلاح العقوبات والإغراءات على الرؤساء فيما خص تطبيق شروط إسرائيل على القرار ١٧٠١، وعلى النواب فيما خص إنتخاب رئيس للجمهورية… وكما حصل في العام ٢٠٠٥، قد يشهد لبنان خيانات وطعنات وإصطفافات حتّى داخل الصفّ الواحد، مع فارق جوهري أن سوريا عادت يومها إلى بلادها أمّا المقاومة فهي مِنْ لبنان وستبقى… ومَنْ يَعِشْ يَرَ …