الأخبار: يراوح المؤشّر العملياتي للعدو عند نقطة التدمير الممنهج للمباني السكنية في الضاحية والبقاع والجنوب، إضافة إلى توغّلات محدودة في المنطقة الحدودية، فيما شكّل يوم أمس محطة نوعية في مؤشّر المقاومة، حيث وصلت – لأول مرة - صواريخ المقاومة ومُسيّراتها النوعيّة إلى مقرّ وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامّة، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربيّة لسلاح الجو (قاعدة الكرياه) في مدينة تل أبيب، مرتين، الأولى بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة، والثانية بصواريخ باليستيّة من نوع «قادر 2». كما قصفت للمرّة الأولى أيضاً، شركة صناعات الأسلحة العسكريّة «IWI» في رمات هشارون في ضواحي تل أبيب بصلية من الصواريخ النوعيّة. وشنّت هجوماً جوياً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة عاموس غرب مدينة العفولة، كما استهدفت قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) في ضواحي تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعية.
وعكست هذه العمليات حجم القدرات النوعية التي لا تزال تحتفظ بها المقاومة، وتدخلها إلى الخدمة ضمن مسار تصاعدي. ومن جهة ثانية، يمكن القول إن المقاومة تحاول من خلال مهاجمة تل أبيب وضواحيها، تثبيت معادلة ضواحي تل أبيب، مقابل الضاحية الجنوبية، والتي لا يزال العدو يحاول خرقها، كما فعل خلال اليومين الماضيين.
قصفت المقاومة للمرّة الأولى شركة لصناعات الأسلحة العسكريّة في ضواحي تل أبيب
في الميدان، وعلى تخوم بنت جبيل، تلقّى العدو ضربة قاسية من رجال المقاومة، أمس، حين توغّلت قوة من جنود «غولاني» صباحاً من عدة اتجاهات، بعد رحلة طويلة استمرّت لساعات من أفيفيم ويرؤون ودوفيف وبرعام، باتجاه «مربع التحرير» (مارون الرأس - عيترون - عيناثا - بنت جبيل). وانقسمت القوة المتوغلة إلى عدّة سرايا، حيث تحرّك قسم منها باتجاه حي المسلخ على الأطراف الجنوبية الشرقية لبنت جبيل، وقسم آخر توغّل في المناطق المفتوحة في عيترون، وصولاً إلى منطقة كرم الزيتون الفاصلة بين عيناثا وبنت جبيل، عند المدخل الشرقي للبلدتين.
ولتجنّب «مجزرة دبابات»، عمدت قوات العدو إلى التوغّل «الصامت» . إلا أن المقاومة، كانت قد أعدّت ما يلزم من الكمائن والعبوات على المسالك المتوقّع أن يسلكها العدو، بما فيها الأماكن المتوقّعة لاستقراره. وهذا ما حصل صباح أمس، بقوة من الكتيبة 51 من لواء «غولاني» عند أطراف بلدة عيترون. حيث تكبّد العدو نحو 10 جنود وضباط، بين قتلى وجرحى. ومن الواضح أن العدو يهدف إلى حصار بنت جبيل والتوغل فيها لاحقاً. وهو نفّذ عدة مناورات هجومية، منذ 6 أيام، باتجاه تخوم بنت جبيل، كانت عبارة عن محاولات تسلّل من جنوب شرق مارون الرأس، وغرب عيترون، باتجاه أطراف عيناثا.
وفي الموازاة، واصل حزب الله عمليات القصف الصاروخي المتقطّع على المستوطنات وتجمعات قوات العدو. كما واصل المقاومون استهداف تجمّعات جنود العدو ودكّ مستوطنات الشمال في إطار التحذير الذي وجّهته المُقاومة إلى عددٍ منها، إضافة إلى ثكنات العدو وقواعده على غرار قاعدة لوجستية للفرقة 146 (شمال بلدة الشيخ دنون) شرقي مدينة نهاريا. وتصدّت وحدات الدفاع الجوي في المقاومة لمُسيّرتين معاديتين من نوع «هرمز 450» و«هرمز 900» بصواريخ أرض – جوّ، وأجبرتهما على مغادرة الأجواء اللبنانيّة.
لعنة «مربّع التحرير – 2006» تلاحق «غولاني»
تحدّثت وسائل إعلام عبرية، أمس، عن حدثين صعبين في جنوب لبنان، وذكرت تفاصيل متضاربة عن أرقام القتلى والجرحى في صفوف ضباط العدو وجنوده، بين 6 و15 قتيلاً. وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فقد «بدأت الكتيبة 51 صباح اليوم (أمس) بالهجوم على عدة أهداف، وقامت في إطارها بمداهمة عدد من المباني. وفي أحد المباني، واجهت القوة مقاتلين من مسافة قريبة، ودارت معركة طويلة معهم». ويقدّر جيش العدو أن «4 مقاتلين من حزب الله كانوا ينتظرون القوة داخل المبنى، وخاضوا القتال معهم، من مسافة صفر». وفي الوقت نفسه، بحسب الإذاعة، «نصب مقاتلون آخرون كميناً في المباني المجاورة، وأطلقوا منها صواريخ مضادة للدروع على المبنى الذي كانت القوات تقاتل فيه، بحيث تم إطلاق النار على الجنود الإسرائيليين من عدة اتجاهات».
واستمرّت المعركة حوالي 3 ساعات، مع عملية إخلاء معقّدة وطويلة للجرحى. وبحسب تحقيق الجيش الإسرائيلي، فإن الجنود كانوا قد أطلقوا النار على المبنى قبل دخولهم إليه، لكن «يُشتبه في وجود فتحة نفق تحت الأرض داخل المبنى، كمن فيها مقاتلو حزب الله».
ووقع الكمين في ما يُعرف بـ«مربّع التحرير» الذي شهد مواجهات ضارية بين المقاومين وقوات من الكتيبة 51 في لواء «غولاني»، وهي نفسها التي نُكبت أمس، في حرب تموز 2006، حيث قُتل حينها 9 ضباط وجنود في اشتباك مباشر مع المقاومين في منطقة كرم الزيتون.