تفقد وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال، وليد فياض، اليوم الأربعاء، يرافقه المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان، المهندس كمال الحايك، مدينة النبطية للاطلاع على حجم الأضرار التي لحقت بالمدينة جراء العدوان الإسرائيلي في حرب الـ66 يوماً.

كما قام بتفقد ورش الأشغال التي تنفذها مؤسسة كهرباء لبنان لإعادة التغذية الكهربائية إلى جميع المناطق المتضررة.

وكانت المحطة الأولى لفياض والحايك، برفقة عدد من مهندسي المؤسسة والمستشارين، في شركة مراد لخدمات الكهرباء في الجنوب، حيث كان في استقبالهم النائب هاني قبيسي، ومدير عام الشركة المهندس علي مراد، ورئيس الجمعية التنظمية لتجار النبطية، محمد بركات جابر، ومدير دائرة كهرباء لبنان في النبطية، المهندس أحمد عمار، ومدير شركة مراد في النبطية، المهندس علي ناصر الدين، وعدد من المهندسين والموظفين.

 


وعقد فياض والحايك اجتماعاً موسعاً بحضور مسؤولي شركة مراد ورؤساء دوائر وفرق العمل في أقضية الجنوب والنبطية، تم خلاله الاطلاع على مراحل إعادة تأهيل وصيانة شبكات الكهرباء في المناطق التي تضررت جراء العدوان الإسرائيلي.

بعد الاجتماع، قال فياض: "زرنا اليوم مدينة النبطية الجريحة التي ستنهض بصمود أهلها ومحبيها من كافة أنحاء الوطن. جميعنا ملتزم مع أهلنا في النبطية وفي الجنوب الذين قدموا أغلى ما يملكون في سبيل الوطن، قدموا الشهداء والأرواح في سبيل تحقيق الردع ضد العدو، وصولاً إلى وقف إطلاق النار."

وأضاف: "نمر في مرحلة محورية مع نهاية فترة الستين يوماً، ونتمنى أن نكون مقبلين على استقرار للبنان والمحافظة على كل حدوده بدون انتقاص شبر واحد من ترابه. كما نتمنى أن نكون مقبلين على فترة استقرار للمؤسسات والسياسة والأوضاع الاجتماعية والأمنية لتحقيق النمو والتعافي وتنظيم المؤسسات الدستورية."

وتابع: "لقد شهدنا مؤخراً انتخاب الرئيس جوزاف عون رئيساً للجمهورية، واختيار الرئيس نواف سلام لتشكيل حكومة جديدة، واليوم لدينا متغيرات إيجابية نبني عليها، ونتمنى أن تكون محل إجماع من جميع مكونات الوطن، وأن تعود بالنفع على كل المواطنين."

وأردف: "أكرر القول إن أهلنا في النبطية قدموا تضحيات كبيرة. هناك 150 شهيداً في مدينة النبطية فقط، بينهم مستخدمون في شركة الكهرباء، ورئيس بلدية النبطية، وأعضاء وموظفون من البلدية، ومواطنون وأحبة وأشقاء. هؤلاء كانوا شهداء أبطالاً، ومن واجبنا أن نكون هنا تكريماً لهم ولكل الأهالي الصامدين، ولنظهر أعلى درجات الوحدة الوطنية."

وقال فياض: "لقد بذلت شركة الكهرباء جهوداً كبيرة لإعادة التيار الكهربائي إلى العديد من المناطق، وفي نفس الوقت تأمين زيادة في التغذية لتلبية احتياجات أكبر عدد من المواطنين. من المتوقع تأمين 800 ميغاواط خلال الأيام القليلة المقبلة، وصولاً إلى 900 ميغاواط إذا أضفنا إليها إنتاج معامل الليطاني، وسيتم تأمين 11 ساعة تغذية اعتباراً من الأسبوع المقبل."

وفيما يخص إعفاء المواطنين من فواتير الكهرباء والمياه في المناطق المتضررة، قال فياض: "طلبنا من الحكومة أن يكون هناك إعفاءات في المناطق التي تضررت جراء العدوان، ولكن الأموال اللازمة لذلك ليست متوفرة في مؤسسة الكهرباء أو الوزارة، بل في خزينة الدولة اللبنانية. إذا أرادت الدولة الوقوف إلى جانب أهلنا، يمكنها دعم فواتير الكهرباء والمياه."

وأكد فياض أن طلبه موجود لدى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، متمنياً أن يعالج هذا الموضوع في الحكومة الحالية أو العتيدة، مشيراً إلى أن هذا الموضوع يجب أن يحظى بالأولوية القصوى.

وفيما يخص أزمة المياه، أشار فياض إلى أن مشكلة المياه تعم لبنان في هذه الفترة، رغم أنها عادة ما تزداد في فصل الشتاء، معبراً عن أمله في عودة الأمطار لتحسين التغذية. ولفت إلى أن العدوان ألحق أضراراً كبيرة بشبكات التوزيع، مما قد يسبب مشاكل في بعض المناطق.

وتطرق إلى تقديرات الخسائر في قطاعي المياه والكهرباء جراء العدوان الإسرائيلي، حيث تتراوح الخسائر بين 400 و600 مليون دولار. وأوضح أن خسائر قطاع المياه تقدر بنحو 200 مليون دولار، بينما تتراوح خسائر قطاع الكهرباء بين 300 و400 مليون دولار، بما في ذلك خسائر الإيرادات نتيجة عدم جباية الأموال من المناطق المتضررة.

وأشار فياض إلى أن هذه الخسائر تم رصدها وتوثيقها في مؤتمر باريس المخصص لتقديم المساعدات، حيث تم الاتفاق على التزام الجهات المانحة بتقديم حوالي مليار دولار، وهو ما يتوقع أن يتحقق في المرحلة المقبلة.

وفي ختام حديثه، أكد فياض أن "المرونة في العمل التي استطاعت مؤسسة كهرباء لبنان القيام بها اليوم تعود إلى الإصلاحات المالية والهيكلة التي نفذناها، والتي تتيح للمؤسسة القيام بالأعمال الأساسية المطلوبة منها دون الحاجة إلى العودة الدائمة إلى الحكومة وموارد الدولة، وهو ما لم يكن متاحاً في السابق."