الديار: بولا مراد-

يوم الأحد المقبل في السادس والعشرين من الشهر الجاري، تنتهي مهلة الستين يوما التي حددها اتفاق وقف النار بين حزب الله والعدو "الاسرائيلي"، كمهلة قصوى لانسحاب جيش العدو من البلدات والقرى اللبنانية التي لا يزال يحتلها.

 

المتشائمون الذين كانوا يشككون حتى الامس القريب بنية "اسرائيل" تنفيد بنود الاتفاق، ويرجحون تمسكها بالتواجد في مواقع استراتيجية محددة، باتوا وبعد انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة، كما ومع بدء سريان الهدنة في غزة، اكثر تفاؤلاً مرجحين انسحابا "اسرائيليا" كاملا مع حلول يوم الأحد.


أبرز هؤلاء العميد المتقاعد منير شحادة، المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى "اليونيفيل" الذي يتوقع ضغطا دوليا كبيرا برئاسة اميركا على "اسرائيل"، للانسحاب ضمن المهلة المحددة، قائلا لـ "الديار" "ان التصريحات والمواقف التي صدرت عن المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، كما امين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيريش، بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون، كلها حملت وعودا حاسمة بانسحاب "اسرائيل" مع انتهاء مهلة الستين يوما". ويضيف:"من مصلحة العهد الجديد لاعطاء دفع وزخم للعهد الجديد، ان يجبر "اسرائيل" على تنفيذ الاتفاق، والا ستكون انطلاقة العهد ضعيفة".

 

وفيما يرجح شحادة ان "يؤثر نجاح صفقة وقف النار في غزة ايجابا على الهدنة في لبنان، ينبه من انه في حال حصل خلاف ذلك، فانه سيكون للمقاومة كلام آخر، وسوف نرى ذلك ميدانيا على الارض".

 

وقد عبّر امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم صراحة عن موقف الحزب، حين قال في اطلالته الاخيرة:"صبرنا على الخروقات لإعطاء فرصة للدولة اللبنانية المسؤولة عن هذا الاتفاق ومعها الرعاة الدوليون، ولكن أدعوكم إلى ألا تختبروا صبرنا ، وأدعو الدولة اللبنانية إلى الحزم في مواجهة الخروقات التي تجاوزت المئات، وهذا الأمر لا يمكن أن يستمر".


وبحسب المعلومات، يستعد حزب الله للتعامل مع كل السيناريوهات بعد انتهاء مهلة الستين يوما، وان كان سينتظر في الساعات الاولى ما سيكون عليه موقف الدولة اللبنانية ممثلة برئاسة الجمهورية والحكومة ، التي يتم العمل جديا على ان تكون قد شُكلت حتى ذلك الوقت.

 

ولم يعد خافيا ان الرئيس عون يمارس اقصى الضغوط اللازمة ، وهو على تواصل دائم مع الدول القادرة على التأثير على الموقف "الاسرائيلي" لضمان انجاز الانسحاب الاحد المقبل، لانه وخلاف ذلك سيكون ذلك بمثابة صفعة قوية لانطلاقة العهد، لا مصلحة لاي كان فيها، وعلى رأسها الدول التي دعمت وصول عون الى قصر بعبدا. ويبدو واضحا ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي نجح بارغام "اسرائيل" على السير بصفقة وقف النار في غزة، ابلغ "تل ابيب" بوضوح بوجوب الالتزام بالاتفاق المرتبط بلبنان.

 

لكن رضوخ رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو للضغوط الاميركية، سواء في غزة او في لبنان، لا يعني ان المشهد سيكون من الآن وصاعدا ورديا، خاصة وان الجميع يترقب انتهاء الادارة الاميركية الجديدة من صياغة خططها ورؤيتها للمنطقة، وهو ما يؤمد مطلعون انه بات قاب قوسين او ادنى.